أعلن الرئيس باراك أوباما أمس أن الحرب على العراق اقتربت من نهايتها، بعد سبع سنوات على الحملة العسكرية الأضخم في الشرق الأوسط. وقال إن «التزامنا تجاه بغداد يتغير من عسكري الى مدني». وأضاف أوباما خلال مخاطبته المحاربين القدامى والمصابين في أتلانتا أن الوعد الذي قطعه على نفسه عندما كان مرشحاً للرئاسة «سيتحقق والمهمة القتالية ستنتهي في 31 آب (أغسطس) 2010». وزاد: «دعوني أقول بوضوح مع حلول 31 آب 2010 ستنتهي مهامنا القتالية في العراق. لا تقعوا في الخطأ، التزامنا في العراق يتغير من جهد عسكري الى مدني يقوده ديبلوماسيونا». وتابع مخاطباً الرأي العام الأميركي الذي أوصله إلى البيت الأبيض بسبب معارضته الحرب: «وعدت بانهاء الحرب في العراق بطريقة مسؤولة. وبعد تولي الرئاسة وضعت استراتيجية جديدة لنقل المهام الى السلطات العراقية، وأوضحت عندها أنه مع حلول 31 آب 2010 ستنتهي مهمة أميركا القتالية في العراق. وهذا بالضبط ما نفعله طبقاً للجدول». وبدا خطاب أوباما موجهاً إلى الداخل، قبل أشهر قليلة من انتخابات الكونغرس، لإعادة الزخم إلى القاعدة الحزبية الديموقراطية، والتأكيد للناخبين المستقلين أن الأولوية اليوم للحرب في أفغانستان، إذ قرر دعم قواته هناك ب30 ألف جندي. وذكر سامعيه بأن أفغانستان «كانت المكان حيث خططت القاعدة لقتل 3000 أميركي»، في اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وكان لافتاً عدم تطرق الرئيس الأميركي الى الملف السياسي والأزمة الحكومية في العراق، والاكتفاء بتأكيد الانسحاب وتشديده على «الإنجازات». وقال: «العنف في أدنى مستوياته اليوم، على رغم سعي الإرهابيين إلى وقف التقدم وذلك بفضل تضحيات جنودنا». وأضاف: «أغلقنا وسلمنا مئات القواعد للعراقيين. وننقل ملايين القطع من المعدات في أكبر عملية لوجيستية منذ عقود». وأوضح أنه «مع نهاية هذا الشهر نكون قد أعدنا أكثر من 90 ألف جندي الى الوطن»، وستركز «قواتنا الباقية على تدريب ودعم القوات العراقية والمشاركة مع العراقيين في مكافحة الإرهاب والدفاع عن جهودنا المدنية والعسكرية. هذه مهام كبيرة. والحقيقة أننا لم نلمس بعد نهاية للتضحيات الأميركية في العراق». وكلفت الحرب التي بدأها الرئيس السابق جورج بوش أكثر من 700 بليون دولار، ووصل عدد القتلى في الجيش الأميركي خلالها إلى أكثر من أربعة آلاف جندي.