مرة أخرى، تراجع المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب عن موقف مثير للجدل، واعتبر أن اتهامه الرئيس باراك أوباما والمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون ب «تأسيس داعش» كان ل «السخرية»، متسائلاً: «ألا يفهم أحد السخرية»؟ وكان ترامب كرر هذا الاتهام أكثر من أربع مرات أول من أمس، قبل أن يلوّح الحزب الجمهوري ولجنته العامة باحتمال قطع التمويل عن حملته «إذا لم تغير مسارها». ووقع 70 مسؤولاً جمهورياً رسالة وجهوها الى اللجنة العامة للحزب الجمهوري ورئيس المجلس الوطني الجمهوري رينس بريباس، للحض على هذا الأمر وكتبوا: «نعتقد بأن نزعة ترامب الى إثارة الشقاقات وقلة كفاءته وتهوره وشعبيته المتدنية الى مستوى قياسي، قد تحول هذه الانتخابات الى مد ديموقراطي». ودعا الموقعون الى «تحويل فوري» لأموال الحزب الى انتخابات مجلس الشيوخ الذي سيجدد ثلث مقاعده في الانتخابات المقبلة، ومجلس النواب التي سيجرى تجديد كل أعضائه ال435، لمساعدة المرشحين الجمهوريين الذين تضررت حظوظهم بسبب تدني شعبية ترامب. وتؤكد الرسالة أن «هذا القرار يفترض ألا يكون صعباً، لأن فرص فوز ترامب بالانتخابات تتبخر أكثر يوماً بعد يوم». ولفتت الى أن ترامب نفذ مبادرات «أبعدت ملايين الناخبين من الحزبين». وكتب الموقعون أن «الإساءات الأخيرة أضيفت الى حملته القائمة على الغضب والإقصاء، والتي تهكم فيها على ملايين الناخبين وأهانهم، وبينهم معوقون ونساء ومسلمون وأقليات». وتابعوا: «أظهر ترامب أيضاً ميولاً سلطوية خطيرة، تضمنت تهديدات بحظر دخول رعايا ديانة بكاملها الى البلاد، وإصدار أوامر الى القوات المسلحة بمخالفة قوانين منع تعذيب معتقلين، والدعوة الى قتل عائلات مشبوهة بالإرهاب، وإدراج مواطنين مسلمين يمتثلون للقانون في قواعد بيانات، واستخدام أوامر تنفيذية لتطبيق إجراءات غير قانونية ومخالفة للدستور». ويتراجع ترامب في استطلاعات رأي الولايات الحاسمة. ومنحه خبير الإحصاءات نايت سيلفر فرصة لا تتجاوز 14 في المئة في الفوز في انتخابات 8 تشرين الثاني. من هنا، تهدف تصريحاته الى حشد القاعدة اليمينية وأكبر عدد من مناصريه للإقبال على التصويت، من خلال مواقف محرضة ضد أوباما وكلينتون. وهذه المرة الثانية التي يبرر فيها ترامب مواقفه من باب السخرية، بعدما كان دعا نهاية الشهر الماضي روسيا إلى قرصنة البريد الالكتروني لكلينتون. وأفادت صحيفة «بوليتيكو» بأنه «من المقرر عقد اجتماع الجمعة بين مستشاري ترامب ومسؤولين في الحزب الجمهوري بطلب من حملة المرشح، في بادرة قد تشكل مؤشراً الى أن ترامب يطلب مساعدة لإنقاذ حملته المتدهورة». وقال مصدر للصحيفة: «يُريدون إصلاح خلاف يتطور باستمرار»، معلقاً على الاجتماع الذي يتوقع أن يعقد في اورلاندو. وأضاف: «أدركوا أخيراً انهم يحتاجون الى اللجنة الوطنية الجمهورية لحملتهم، لأنه لا بدّ من الإقرار بأنه ليست هناك حملة».