اعتلى المغني العراقي كاظم الساهر خشبة المسرح الأثري في قرطاج وسط حضور جماهيري كبير، خصوصاً من الجنس اللطيف. وأدّى الساهر كثيراً من قديمه وجديده طوال 3 ساعات، واستعد كما يجب لعرض لا يتكرر دائماً. كان كاظم أنيقاً في كل شيء، في حضوره المميّز على المسرح وفي حركاته وتنقلاته ورقصه. كان أنيقاً في أدائه واختياراته، وأيضاً في حديثه لجمهوره الغفير والعاشق لكل ما يقدمه إليه. ولم يكن غريباً أن تكون سهرة «القيصر» على مسرح قرطاج من أهمّ العروض التي اقترحها مهرجان قرطاج الدولي على جمهوره هذا العام. ومن الأغاني التي غنّاها الساهر وتفاعل معها الجمهور بحماسة كبيرة «هذا اللون» و«يضرب الحب» و«كلك على بعضك حلو» و«زيديني عشقاً»، كما غنّى من ألبومه الجديد «الرسم بالكلمات». وأكد كاظم مرة أخرى أنه من طينة الكبار وليس موجة عابرة، بل إنه فنّان ذكي وواعٍ تماماً بما يجب أن يفعل ويقول، وهذا ما جعله يؤكد حضوره الطاغي في المشهد الموسيقي العربي، كما في المهرجانات الفنية العربية، ومهرجان قرطاج واحد منها. في المقابل، تعرض الساهر إلى ملاحقة قضائية ليلة عرضه التونسي، جراء حكم يعود إلى العام 2004، يقضي بدفع 36 ألف دولار إلى المتعهد التونسي أسعد الغايب، نتيجة إخلال الفنان العراقي بتعهداته في إقامة 3 حفلات كانت مقررة عام 1998 في قرطاج والحمامات وجربة. إلى ذلك، عبّرت وسائل إعلام تونسية عن استيائها تجاه ما اعتبروه «تعالياً وتكبّراً» على الإعلام التونسي من جانب النجم العراقي الذي رفض إجراء مقابلات مع الإعلام التونسي، فيما أكد مدير مهرجان قرطاج أن ذلك متروك إلى «حرية الفنان الشخصية، ولا دخل لإدارة المهرجان بالأمر».