الدفعة الأولى لأطباء الأسنان في كلية أهلية لطب الأسنان والصيدلة في العاصمة الرياض يبلغ عددها 90 طالباً وطالبة، وبلغ إجمالي ما دفعه كل منهم 360 ألف ريال، بواقع 60 ألف ريال للسنة الواحدة بخلاف تكاليف الدراسة الأخرى، وهي بالمناسبة عالية جداً، نظراً لطبيعة تخصصهم. كل ما سبق تضاف عليه تكاليف علاج المرضى، نعم إنهم يدفعون تكاليف علاج المرضى، فوفقاً لرسالة من الخريجات والخريجين يعود السبب (لأن المريض يأتي لدينا في المستشفى التعليمي الأهلي، ويطلب منه دفع كلفة العلاج وإن لم يستطع الدفع ترغم الطالب/ الطالبة المعالجين على الدفع عنه، وإلا فلن تحسب الحالة في سجله، وبالتالي تنطبق نظرية من يملك قروشاً أكثر لدفعها في مقابل علاج مرضاه يتحصل على معدل أعلى). والرسالة تقول إن الحصول على المرضى الذين يدفعون صعب للغاية، لأن المريض القادر سيذهب الى استشاري أو اختصاصي ليدفع فرقاً بسيطاً ويحصل على خبرة أعلى! وتواصل الرسالة: «ما إن تخرّجنا ووصلنا لسنة الامتياز، فوجئنا بأن إدارة الكلية تجبرنا على قضاء 6 أشهر كحد أدنى لديهم وبتحصيل نقاط معينة لتجاوز مرحلة الامتياز (ما يصب في مصلحتهم بزيادة الدخل من العيادات وعلاج المرضى)، بل وتطالبنا برسوم دراسية مقدارها 60 ألف ريال أخرى، سواء أخذها غير المشروع من موازنة وزارة التعليم العالي عبر منح وزارة التعليم العالي، أو من خلال أولياء أمور الطلبة والطالبات (أطباء وطبيبات الامتياز) كرسوم لسنة الامتياز على أنها سنة دراسية سابعة، علماً بأن سنة الامتياز لا تعتبر سنة دراسية بل تطبيقية بحتة». تحدثوا مع عميد الكلية، فقال لهم إن هذا الأمر مفروغ منه، ولا بد من دفع رسوم دراسية لسنة الامتياز (لا بد أن يصر من أجل «البونص»)، والغريب أنه لم يتم إخبارهم منذ البداية، بل عند التخرج، أي عندما يصبح الأمل قاب قوسين أو أدنى، فعندها سيقول ولي الأمر «هانت»، فيما الذي هان في الواقع هو نظام التعليم الأهلي والرقابة عليه. أليست هذه الكليات تأخذ إعانة من الحكومة والغرض هو تشجيع التعليم العالي الخاص؟ لكن لا يمكن تجاهل أن هؤلاء أطباء مثلهم مثل أطباء الكليات في الجامعات الحكومية، ولا بد أن يتسلموا مكافأة سنة الامتياز أسوة بغيرهم، سواء من الحكومة أو من الكلية نفسها، خصوصاً إذا كانت تجبرهم على العمل لمصلحتها، أو بأي صيغة يتم الاتفاق عليها بين الطرفين. سنة الامتياز للطبيب بمثابة ممارسة العمل تحت التجربة، وفي كل أنظمة العمل يدفع لمن يعمل تحت التجربة أجره غير منقوص، فما بالك لمن نأتمنهم على صحتنا؟ أليسوا أجدر بها؟ يبدو أن الكلية المعنية وبحكم تخصصها في طب الأسنان تريد أن تنهش بنابها كل ما تستطيع، ثم «تطحن» هؤلاء الطلبة وأهليهم بضروسها، أما حكاية المرضى فهي «حدوتة» أخرى.