سار المدير الفني الجديد ل«الديوك» لوران بلان على خطى «الثورات» التي اشتهرت بها فرنسا في مختلف الاتجاهات ولكنها كانت هذه المرة رياضية وذلك حين أعلن انه قرر استبعاد كامل قائمة المنتخب الفرنسي الذي شارك في نهائيات كأس العالم الاخيرة وخرج بخفي حنين من الدور الأول مع فضيحة مدوية فنية وأخلاقية على السواء، مشدداً على عدم نيته الاستعانة بأي لاعب منها خلال المرحلة المقبلة. ويبدو أن بلان استعار صفحة من كتاب ماري انطوانيت زوجة الملك لويس السادس عشر خلال رحلته للتصدي الى ثوار جنوب افريقيا الذين ركبوا باص العار على حد ما وصفتهم به الصحف الفرنسية بعد العودة الى البلاد. على رغم من اتحاد اللاعبين ضد قرار الاتحاد الفرنسي لإبعاد انيلكا من النهائيات إلا أنهم سيجدون أنفسهم يشاهدون مباراة بلادهم أمام النروج يوم 11 الشهر الجاري الودية، وهم خارج الملعب ومن الواضح أن بلان اراد ان يوجه رسالة شديدة اللهجة قبل انطلاق تصفيات كأس أمم أوروبا 2012. نجوم المنتخب الفرنسي كانوا في الصورة قبل اتخاذ القرار بخاصة ان الصحف ألمحت له وبدوره كان بلان واضحاً خلال المؤتمر الصحافي حين قال: «صورة الكرة الفرنسية تلقت ضربة كبيرة». وهناك من يرى ان استبعاد ال 23 لاعباً لن يغير شيئاً لأن ريمون دومينيك ضم مجموعة من اللاعبين بين خيارات ضيقة في ظل عدم وجود البديل الجاهز. في الدفاع سيجد رود فانيه ظهير نادي رين الفرصة للوصول إلى قائمة «الديوك» وهو لاعب مظلوم لم يستدعه دومينيك الى كأس العالم على رغم من أنه أظهر بعض اللمحات في المباريات الدولية التي خاضها، وعلى الجهة اليسرى قد نشاهد لاعب بوردو بنيويه ترمولينا وهو الذي اخذ فرصته مع الفريق الأول بفضل لوران بلان نفسه. المشكلة الكبرى في دفاع المنتخب الفرنسي كانت مركز قلب الدفاع، فمنذ اعتزال بلان نفسه وزميله مارسيل دوساييه لم يظهر خط الظهر بصورة ايجابية ومن هنا قد تكون الفرصة سانحة الآن للوجوه الجدية مثلعادل رامي قلب دفاع نادي ليل، فيما تأمل الامة الفرنسية لأن يعطي بلان الفرصة إلى قلب دفاع نادي روما الإيطالي فيليب ميكسيس، وهناك لاعب آخر وهو مايكل سياني ولاعب إرسنال الجديد لوران كوشينلي. وهناك أسماء أخرى عدة بينها لاشانا ديارا الذي خرج قبل انطلاق كأس العالم مع لاعب وسط رين ياني مفيلا، فضلاً عن الثنائي المعروف ريو مافوبا لاعب ليل وقائد فريق اوكسير بنويه بدريتي واللذين يستحقان فرصة جديدة على الصعيد الدولي، فيما يوجد أيضاً في قائمة الخيارات يوهان كابايه زميل مافوبا والذي يملك الكثير من الحنكة والدهاء الميداني. أما مركز صانع الألعاب فمن المرجح أن يشكل مشكلة للوران بلان في ظل غياب يوهان غوركوف ومن هنا يبرز اسم لاعب ارسنال الانكليزي سمير نصري من دون أن ننسى حاتم بن عرفة واللاعب الصاعد ايضاً كيفن غاميرو الذي وضع ناديه لوريان مبلغ يصل إلى 15 مليون جنيه لتحريره. وفي خط الهجوم، يوجد مهاجم نيس الذي يتصارع لضمه ليفربول ووستهام لويك ريمي ومهاجم باريس سان جرمان غيلاومي هوارو والقادم الجديد من ليون جيمي برياند وجميعهم يتنافس لمركز اساسي في خط الهجوم لكن من دون شك يظل مهاجم فريق ريال مدريد الاسباني كريم بنزيمة في قائمة الخيارات. بلان وضع ثلاثة نقاط يريد التركيز عليهم «المتعة والصرامة والتركيز» وهو يريد أن ينتظر ما ستؤول إليه قضية فرنك ريبيري وبنزيمة الأخلاقية. المباريات الودية قد تكون جيدة للانطباع الأول، لكن شهر ايلول (سبتمبر) المقبل سيكون الحاسم فهناك 6 نقاط امام بيلاروسيا والبوسنة والهرسك ضمن تصفيات أمم أوروبا 2012 لذا فآمال الفرنسيين كبيرة على الشبان الجدد. بلان لم يغلق الباب امام أحد وحتى قائد المنتخب في جنوب افريقيا باتريس ايفرا الذي طالب الدولي السابق ليليان تورام ان لا يعود الى تمثيل بلاده من جديد، بل حتى أنيلكا لم تكن الأبواب موصدة أمامه، إذ قال بلان بشانه: «اذا كان انيلكا افضل لاعب فرنسي في مركزه فهو سيلعب من دون شك وهذا الأمر ليس له وحده بل للجميع».