افتتح رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبدالله اليوم (الثلثاء) اجتماعات الهيئة العامة ال40 للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر . وبدأت الجلسة الافتتاحية بالقران الكريم، بعد ذلك عرض فيلم تعريفي عن هيئة الهلال الأحمر السعودي يحكي مسيرتها منذ نشأتها مروراً بمراحل التطوير التي مرت بها ووصولاً إلى ما حققته من رقي في مستوى خدماتها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويستعرض أبرز الأعمال التي تقوم بها الهيئة على الصعيد الداخلي والصعيد الدولي وتطور علاقات الهيئة بالمنظمات الدولية والجمعيات التي تعنى بالعمل الإنساني في بلدان العالم كافة. وألقى الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر عبدالله الهزاع كلمة شدد فيها على أهمية التعاون ما بين الجمعيات والهيئات التي تعنى بالعمل الإنساني بما يخدم الشعوب العربية، لاسيما في الوضع الراهن وما تمر به المنطقة من نزاعات خلفت عدد كبير من النازحين واللاجئين، ويتمت الأطفال ورملت النساء وهو وضع أنساني غير مسبوق بالمنطقة، مما يحتم على الجمعيات والهيئات الوطنية بالدول العربية مضاعفة جهودها لتخفيف وطأة هذه الكارثة الإنسانية التي تمر بها عدد من الدول العربية نتيجة النزاعات. كما ألقى الأمين العام للهلال الأحمر الإماراتي الدكتور محمد الفلاحي كلمة رئيس الدورة السابقة ال39 للهيئة العامة عبر فيها عن شكره وتقديره للهيئة الهلال الأحمر السعودي على استضافتها الاجتماع ال40 للمنظمة العربية، وأكد أن الوضع الإنساني خلال الثلاثة أعوام الأخيرة المتردي في العديد من دول المنطقة حتم ضرورة التنسيق والتشاور في نطاق المنظمة، بالإضافة مع مكونات الحركة الدولية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر، إضافة إلى تكثيف التنسيق ما بين الهيئات والجمعيات مع المنظمات الدولية الأممية ذات العلاقة لمحاولة التخفيف من وطأة المعاناة لهؤلاء الضحايا والمنكوبين الذين يدفعون الثمن غالياً في نزاع لم يشاركوا فيه . وفي السياق نفسه قال ممثل الاتحاد الدولي في اجتماعات الهيئة العامة محمد بابكر كلمة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر: «إن هذا الاجتماع يأتي في ظروف إنسانية بالغة التعقيد وتحديات كبيرة تواجه العمل الإنساني في المنطقة تتطلب تضافر الجهود والعمل المشترك لمجابهتها والاستجابة العاجلة للاحتياجات الإنسانية الهامة» . وأوضحت نائب رئيس اللجنة الدولية كرستين برللي في كلمة اللجنة الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر أن الاجتماع الحالي يعد من أهم الاجتماعات للمنظمة، إذ تتصدر الأزمة السورية الطاحنة هذه النقاشات وتداعياتها على المجتمع السوري بالإضافة لتأثر بعض دول المنطقة من هذه الأزمة، وأن اللجنة تطمح للدعم الدبلوماسي للجنة من قبل حكوماتكم للتذليل العقبات أمام اللجنة في تقديم المساعدة لدول المنطقة . من جانبه ألقى رئيس هيئة الهلال الأحمر الأمير فيصل بن عبدالله كلمة عبر فيها عن بالغ سعادته ومنسوبي هيئة الهلال الأحمر السعودي باستضافة أعمال الدورة العادية ال40 لاجتماعات الهيئة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، متمنياً لهم طيب الإقامة في المملكة طوال فترة الاجتماعات . واستعرض رئيس الهلال الأحمر في كلمته مسيرة الهيئة ودعمها لأعمال المنظمة العربية منذ نشأتها عام 1975 م، وحتى تحقق لها ما وصلت إليه اليوم من أهمية بالغة على المستوى الدولي والعربي قائلاً« إننا دائماً في هيئة الهلال الأحمر السعودي نتطلع إلى تنسيق عمل عربي مشترك لمصلحة الفئات الأكثر ضعفاً في كل مكان". مبيناً أن أهم عوامل النجاح هي العمل المشترك وما يقتضيه من تكاتف جميع الهيئات والجمعيات الوطنية لتحقيق الأهداف الإنسانية المشتركة». وأشار إلى أن ما يواجهه العمل الإنساني في العالم العربي من تحديات ينبغي تجاوزها للدفع قدماً بالعمل الإنساني خاصة في الدول التي تعاني من كوارث طبيعية وبشرية ناجمة عن اضطرابات ونزاعات مسلحة ألقت بظلالها القاتمة على المنطقة العربية وخاصة سوريا وذلك لعدم القدرة على إدخال المساعدات الإنسانية للنازحين السوريين في الداخل إنفاذاً لقرار مجلس الأمن رقم 2139 وتاريخ 22 فبراير 2014م، الذي يقضي بتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في داخل سورية، ما يتطلب علينا العمل بشكل جماعي لإيصال هذه المساعدات تحت إشراف المنظمات الدولية المعنية بهذا الشأن إضافة إلى ضرورة تنفيذ جميع قرارات الأممالمتحدة الخاصة بالمساعدات الإنسانية، وأن يتحمل المجتمع الدولي ممثلا بهيئاته الإنسانية مسؤولياته في هذا الشأن . وأشار الأمير فيصل إلى تطلعه وتطلع الجمعيات والهيئات التي تعنى بالعمل الإنساني إلى إنشاء موقع خاص متعدد اللغات لتبادل المعلومات وتحديد الاحتياجات الفعلية لأي كارثة قد تحدث على مستوى العالم مما يساعد الهيئات والجمعيات الوطنية على تقديم المساعدات حسب إمكانياتها وبدون أي ازدواجية في تلبية أعمال الإغاثة وذلك تحت مظلة الاتحاد الدولي , وأن تسهم هذه الهيئات والجمعيات في تكاليف إنشاء هذا الموقع كما قام رئيس هيئة الهلال الأحمر والأمين العام للمنظمة العربية بتكريم المانحين للمنظمة العربية، إذ تم تكريم صندوق أوبك للتنمية الدولية والبنك الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي . وتم تقديم أوراق عمل الأمانة العامة وأوراق عمل هيئة الهلال الأحمر السعودي التي تركزت حول ورقة عمل إعادة الروابط العائلية، إذ أطلع الأعضاء على التجربة الرائدة للهلال الأحمر السعودي في إعادة الروابط العائلية من خلال تقديم المساعدة والتواصل ما بين المعتقلين السعوديين خارج المملكة وأسرهم بالداخل، وتم خلال ورقة العمل تعريف الأعضاء على كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات وتذليل الصعوبات ما بين المعتقلين وأسرهم والالتقاء بهم من خلال البث المباشر من خلال الاتصال الهاتفي أو المرئي، بالإضافة إلى التجربة في إعادة المعتقلين السعوديين خارج المملكة وإعادة للمملكة وإكمال المحكومية الصادرة بحقه في السجون السعودية، حتى يكونوا قريبين عن أسرهم وذويهم . كما تم طرح ورقة العمل الثالثة للدولة المستضيفة التي كانت عن تجربة الطيران الجوي للهلال الأحمر السعودي بداية الفكرة وكيفية التنفيذ ونشر الثقافة عن الطيران الجوي في المجتمع السعودي والتعامل مع الحالات الطارئة التي تحتاج للنقل الجوي، وتحدثت ورقة العمل عن الأداء المتسارع والعالي على رغم قصر الفترة الزمنية لاستخدام الطيران الجوي في الهلال الأحمر والرؤيا الجديد في تقديم أفضل الخدمات للمرضى والمصابين في الحالات الطارئة وتعميم هذه المنتج الجديد على مستوى المملكة بشكل تدريجي حتى تتم الفائدة المرجوة منه .