نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يفتتح مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ خالد الفيصل الدورة العاشرة للسوق مساء اليوم، بحضور عدد من الأمراء والوزراء والمسؤولين ونخبة من المثقفين والمفكرين والإعلاميين من داخل المملكة وخارجها. ورفع الأمير خالد الفيصل شكره وتقديره إلى خادم الحرمين الشريفين على ما يوليه من اهتمام ورعاية بالثقافة والمثقفين. وقال إن مهرجان سوق عكاظ يستمد منهجه من رؤية القيادة التي تعنى برعاية المبدعين، وتسعى إلى تسخير الإمكانات كافة للنهوض بالفكر العربي والاعتزاز بالهويّة الإسلامية. كما وجّه شكره إلى العاملين في الوزارات والأجهزة الحكومية والخاصة المشاركة في بناء السوق وتطويره خلال 10 سنوات، مشيداً في الوقت ذاته بتضافر جهود الأدباء والمثقفين والاقتصاديين التي أسهمت أيضاً في وصول السوق إلى مكانته المرموقة، وما يؤمل بأن يكون عليه خلال السنوات القليلة المقبلة. وأوضح الفيصل أن «مهرجان سوق عكاظ ليس استظهاراً للماضي، بل علينا أن نأخذ من الماضي أحسن ما فيه، ونبني عليه ما ينفع حاضرنا ويفيد مستقبلنا». وأضاف: «لذلك نحرص في سوق عكاظ سنوياً على تحقيق قيمة مضافة وفتح نافذة جديدة على المستقبل في المجالات الثقافية عامة والعلمية خصوصاً، ليسهم ذلك في تقديم صورة مشرقة للنهضة الحضارية التي تعيشها المملكة في المجالات الاجتماعية والعلمية والاقتصادية، وهي نهضة تخطو خطوات ثابتة لنقل مجتمعنا السعودي إنساناً ومكاناً إلى مصاف العالم المتحضر». من ناحية أخرى، شهد مهرجان سوق عكاظ خلال الدورات التسع الماضية تحولات كبيرة على أصعدة الفكر والمكان والجوائز، إذ أقيمت العديد من المشاريع التطويرية في ما يخص البنيتين التحتية والفوقية، وعلى مستوى البرامج التي شهدت تشكيل لجنة لتطوير النشاطات التي آتت أولى ثمارها هذا العام باستحداث برامج ثقافية وجوائز جديدة في مجالات ثقافية ومعرفية. وفي شأن تطوير وتحديث النشاطات الثقافية والفكرية، تقدم للمرة الأولى في هذه الدورة جائزة الرواية البالغة قيمتها 100 ألف ريال، وجائزتا سوق عكاظ المعرفية وقيمتهما 300 ألف ريال، بواقع 200 ألف ريال لجائزة رائد أعمال عكاظ، و100 ألف ريال لجائزة مبتكر عكاظ، إضافة إلى الجوائز السبع الأخرى التي تتمثل في جائزة شاعر شباب عكاظ المخصصة للشعراء الشباب، وتهدف إلى تشجيع الشعراء الشباب، وقيمتها 100 ألف ريال، وجائزة لوحة وقصيدة التي تهدف إلى تشجيع الفنون عامة وما يرتبط منها بفن العرب الأول الشعر، وقيمتها 100 ألف ريال موزعة على المراكز الثلاث الأول، وجائزة التصوير الضوئي وقيمتها 100 ألف ريال موزعة على المراكز الثلاث الأولى، وجائزة الخط العربي وقيمتها 100 ألف ريال موزعة على المراكز الثلاث الأولى، إضافة إلى جائزة الفولكلور الشعبي المخصصة لمحافظات منطقة مكةالمكرمة وقيمتها 100 ألف ريال على المراكز الثلاث الأولى، وجائزة الحرف اليدوية وقيمتها 500 ألف ريال، وجائزة شاعر عكاظ التي تعد من أعرق الجوائز، وتستهدف الاعتناء بالشعر العربي الفصيح، وتقدير الشاعر العربي المميز، من خلال منحه وسام الشعر العربي، ممثلاً في لقب «شاعر عكاظ»، وهي حق لكل شاعر من شعراء العربية له إنتاج منشور وقدر جائزته 300 ألف ريال. ويقدم مهرجان سوق عكاظ برنامجاً سنوياً متكاملاً يضم عناصر عدة، فكرية وأدبية وثقافية وعلمية وتراثية، تعبّر عن رؤية مهرجان سوق عكاظ وأهدافه، والمتمثلة في مد الجسور بين الماضي والحاضر والمستقبل، وصولاً إلى إثراء الزائر ومنحه الفائدة والمتعة، كما تمت زيادة ثلاث جوائز إلى الجوائز السابقة في الرواية، والزيادة والابتكار، وإضافة فن السرد إلى جائزتي الشعر السابقتين، بوصف الشعر لسان العرب، وأدب السرد يرتبط بالواقع الأدبي العربي المعاصر، في إشارة إلى ربط الحاضر بالماضي ثقافياً، إلى جانب تأسيس برنامج عكاظ المستقبل، وأحد أفرع هذا البرنامج، وتقديم جائزتين تهتمان بريادة الأعمال والابتكار، وهما جائزة رائد أعمال عكاظ، وجائزة مبتكر عكاظ. وتجاوز مهرجان سوق عكاظ حدود الظاهرة الأدبية، وأصبح منارة للشعر والثقافة والتقنية، ويتجلى ذلك في حرص الأمير خالد الفيصل على توسيع نطاق المشاركة في الفعاليات والبرامج، كما تم هذا العام استحداث «عكاظ المستقبل»، الذي يعنى بالابتكار وريادة الأعمال المعرفية، بمشاركة أكثر من 50 جهة حكومية وخاصة تُعنى ب«المعرض»، ويضم خمس منصات إبداعية تقدم مفاهيم عصرية حديثة، إضافة إلى أنه سيفتح مجال النقاش بين الشباب وصناع القرار حول تقنيات المستقبل عبر «منصة الاستقبال»، لتعطي صورة حية للريادة المعرفية والابتكارات الحالية في المملكة من خلال «منصة الحاضر»، وخصصت «منصة المستقبل» لاستشراف تطلعات أبناء الوطن، وعبر «منصة بناء الإنسان» سيخصص النقاش عن التعليم التطبيقي وإشراك الزوار وصنع النماذج الأولية، فيما يوجه الشباب للطريق الأمثل لبدء مشاريعهم الريادية من خلال ورش عمل تدريبية وفعالية.