تعهد الرئيس السوداني عمر البشير بإطلاق السجناء السياسيين والمعتقلين «إن وجدوا» بالبلاد قبل إنعقاد المؤتمر العام ل «مؤتمر الحوار الوطني» المقرر في 10 تشرين الأول (أكتوبر)، للخروج بوثيقة وطنية تعالج أزمات البلاد وإدارة الفترة المقبلة. ومن المنتظر أن يوقّع تحالف قوى «نداء السودان»، الذي يضم المعارضة بشقيها السياسي والمسلح، خلال اجتماع زعمائه مع الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي اليوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، على خريطة الطريق الأفريقية للسلام والمصالحة، ما يمثل انفراجة في عملية الحوار المتعثرة التي دعا إليها البشير مطلع 2014. وتتضمن خريطة الطريق لعملية سلام السودان إجراءات لوقف النار والعدائيات، وتطبيق الترتيبات الأمنية في مناطق النزاع بإقليم دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وإيصال المساعدات الإنسانية والحل السياسي والحوار الوطني. وقال البشير أمام الجمعية العمومية لطاولة الحوار، التي تضم رؤساء الأحزاب التي قبلت دعوته للحوار: «نرحب باعتزام أحزاب المعارضة التوقيع على خريطة الطريق. وترحيبنا يمتد لكل من يلتحق بركب الحوار في أي مرحلة كانت، حتى وصولنا للمؤتمر العام» في العاشر من تشرين الأول (أكتوبر)، مبدياً استعداده لبحث ملاحظات وتوصيات القوى المعارضة في شأن قضية الحوار. وأوضح الرئيس السوداني أن جلسات الحوار التي انطلقت فعلياً في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بمعزل عن فصائل المعارضة الرئيسية خلصت إلى توصيات في مناخ صحي لم يُحجر فيه على رأي أحد، وجدد التزامه بتنفيذ ما يخرج به المؤتمر العام من توصيات، معتبراً أن مخرجات الحوار ستكون الوثيقة الوطنية لبناء مستقبل البلاد الدستوري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي. وأعلن البشير أن السودان سيدعو عدداً من القادة الأفارقة للمشاركة في المؤتمر العام، مشيراً إلى أن كثيراً منهم طلب الإطلاع على نتائج تجربة الحوار السوداني. وكان لافتاً مشاركة القيادي في حزب «الأمة» مبارك الفاضل المهدي في الجمعية العمومية لطاولة الحوار، كما دعا مساعد رئيس الجمهورية، عبدالرحمن (ابن رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي الذي يعيش حالياً في المنفى الاختياري)، والده للعودة إلى الخرطوم وسط تصفيق البشير وغالبية الحضور. وفي شأن آخر، قال متحدث باسم المعارضة المسلحة في جمهورية جنوب السودان بزعامة رياك مشار إن الرئيس سلفاكير ميارديت أمر أربعة آلاف من قواته بتعقب مشار في منطقة الاستوائية التي يختبئ فيها وسط قواته. وقال جيمس غديت إن مقاتليهم تصدوا لهجوم من القوات الحكومية في جبال خارج العاصمة جوبا، يعتقدون أن مشار يتحصن فيها. وأضاف أن الاشتباكات بين قواتهم والقوات الموالية لسلفاكير لا تزال مستمرة في منطقة رومبيك بولاية البحيرات منذ الجمعة، كما وقعت مواجهات في منطقة ياي بولاية وسط الاستوائية. وفي المقابل اتهم سلفاكير نائبه السابق رياك مشار بمحاولة قتله بمسدس لغرض إعلان نفسه رئيساً على البلاد خلال أحداث القصر الرئاسي في 7 تموز (يوليو)، ورفض اتهامه بأنه كان يريد التخلص من غريمه. وأضاف أن «مشار كان تحت يدي في القصر واذا أخذت المسدس الذي كان يحمله وقتلته فلن يلومني أحد». وقال سلفاكير، خلال لقاء بثه التلفزيون الكيني، إن القوات الأفريقية التي ستنشر في منطقة الاستوائية التي تقع فيها العاصمة جوبا، لحماية مشار وليس قوات تدخل، مؤكداً أن قوات حفظ السلام الدولية كانت كافية ولا تحتاج إلى تعديل تفويضها لأن «تنفيذ اتفاق السلام لن يتم بالقوة». واعترف رئيس جمهورية جنوب السودان بوجود فساد في حكومته، متهماً وزراء ومسؤولين فيها بالاستيلاء على ثلاثة بلايين دولار من خزينة الدولة وتحويلها إلى حساباتهم الشخصية في مصارف أجنبية وشراء عقارات فاخرة في الولاياتالمتحدة وغيرها. وكشف أنه طلب من الرئيس باراك أوباما مساعدته في إعادة تلك الأموال «لأنه يعلم أنها سُرقت من جوبا».