وصف رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم إحباط محاولة الانقلاب بأنه «حرب استقلال ثانية»، فيما دعا رئيس «حزب الشعب الجمهوري» كمال كيلجدارأوغلو المعارض الى «إبعاد السياسة عن المساجد والثكنات العسكرية والقضاء»، ورأى «باب مصالحة». أتى ذلك خلال تظاهرة «مليونية» في إسطنبول تلبيةً لدعوة من الرئيس رجب طيب أردوغان، شكّلت عرض قوة رفضاً لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي اتهمت السلطات الداعية المعارض فتح الله غولن بتدبيرها، وتلتها حملة «تطهير» واسعة أثارت انتقادات غربية. وعشية زيارته موسكو غداً ولقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قال أردوغان لوكالة «تاس» الرسمية الروسية للأنباء: «أعتقد بأن صفحة جديدة ستُفتح في العلاقات الثنائية، خلال المحادثات مع صديقي فلاديمير (بوتين). لدى البلدين الكثير من الأشياء لفعلها سوياً». الى ذلك، تحوّلت ساحة «ينيكابي» على شاطئ بحر مرمرة في الجزء الأوروبي من اسطنبول بحراً بشرياً، رُفعت خلاله أعلام تركيا الحمراء في «تجمّع الديموقراطية والشهداء»، بمشاركة حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وحزبَي «الشعب الجمهوري» و «الحركة القومية» المعارضين. لكن «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي لم يُدعَ الى التظاهرة التي نشرت السلطات 15 ألف شرطي لحماية المشاركين فيها، وبطاريات مضادة للطائرات، علماً أن اسطنبول كانت شهدت عمليات ارهابية أوقعت عشرات القتلى. وتُنهي هذه التظاهرة مسيرات وتجمّعات ليلية يومية شجّعت السلطات الأتراك على تنظيمها، في المحافظات ال81 بالبلاد، منذ المحاولة الانقلابية. وبُثّت وقائع التظاهرة على شاشات عملاقة في كل المحافظات التركية، وفي ولاية بنسلفانيا الأميركية حيث يقيم غولن، وفق ما أعلن أردوغان. ووسط تعبئة استثنائية للمواطنين، حضّ قادة الأحزاب الثلاثة المشاركة في التظاهرة أنصارهم على رفع العلم التركي فقط، تعبيراً عن «الوحدة» في مواجهة الانقلابيين. وأعرب يلدرم عن ثقته بأن «غولن سيأتي الى تركيا ويدفع ثمن فعلته»، معتبراً أن «الحماسة التي تعيشها إسطنبول تذكّر بيوم فتحها على يد السلطان محمد الفاتح عام 1453». وتابع: «لن نتنازل عن الديموقراطية وسنوسّع الحريات. سنُقلِّل (عدد) أعدائنا ونزيد أصدقاءنا». ورأى كيلجدارأوغلو في خطاب خلال التظاهرة، ان المحاولة الانقلابية فتحت «باباً جديداً لمصالحة» سياسية، متحدثاً عن «عهد جديد» و»تركيا جديدة بعد 15 تموز». ودعا الى «حماية ثقافة التفاهم والتصالح»، مشدداً على وجوب أن «نُبعد السياسة عن المساجد والثكنات العسكرية والقضاء». اما رئيس حزب «الحركة القومية» دولت باهشلي فرأى ان «عملاء الإمبريالية تستّروا تحت زي الجيش التركي، وكل الجهات الخائنة دعمت منظمة غولن الإرهابية»، مؤكداً «تلقين الخونة درساً». وأيّد في كلمة ألقاها خلال التظاهرة، «تطهير» جماعة الداعية، بعدما «استشرت مثل سرطان في الدولة». وشكر رئيس الأركان الجنرال خلوصي أكار المدنيين على دورهم في إحباط المحاولة الانقلابية، مؤكداً أمام المتظاهرين أن «الخونة الذين نفذوا هذا العار سيتلقّون أشد عقاب».