أعلن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اليوم السبت خلال افتتاح مستشفى بلدة بنت جبيل القريبة من حدود لبنان مع إسرائيل ،ان المقاومة رفعت رأس لبنان والعرب. وقال الشيخ حمد الذي جرى له استقبال شعبي ورسمي حاشد بحضور الرئيس اللبناني ميشال سليمان،و رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري وممثل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله النائب محمد رعد مخاطبا الحضور" بالمقاومة رفعتم رأس لبنان ورؤوس العرب ". وكان أمير قطر وصل قبل ظهر اليوم السبت الى بنت جبيل برفقة سليمان لتدشين مستشفى البلدة الذي دمرته القوات الإسرائيلية مع منازل كثيرة خلال حربها على لبنان في صيف العام 2006 كما سيجول في بلدات جنوبية أخرى. وتسلم أمير قطر مفاتيح ثلاث بلدات كانت بلاده أعادت أعمارها. وشاركت قطر في إعادة بناء 12 ألف وحدة سكنية في الجنوب اللبناني كانت قد دمرت خلال الحرب الإسرائيلية في 2006. وقال الشيخ حمد ان "لبنان يواجه تحديات وهو أهل لمواجهتها .. ان لبنان اختار التحدي أي التمسك بالعروبة .. والتمسك بالمواطنة ". وأضاف "نعرف حجم المخاطر التي تتربص في هذه الأيام بلبنان والمنطقة لهذا نرفع صوتنا ضد حصار إخوتكم في غزة الذين لاقوا دمارا كبيرا ولم يتاح لهم بناء ما دمر ، ونرفع الصوت عاليا ضد الحروب والويلات ". وكان الشيخ حمد قال في سوق البلدة الذي أعيد ترميمه " في هذا المكان الذي تعرض لعدوان .. أشكر المجاهدين الذين ضحوا بأموالهم وحياتهم من أجل رفعة هذا الوطن ". يشار الى ان أمير قطر وصل الى بيروت مساء أمس الجمعة حيث أجرى مباحثات مع الرئيس اللبناني. بدوره قال النائب محمد رعد الذي تحدث باسم نصر الله "ان مشكلة إسرائيل هي كيف تستمر بعدوانها على فلسطين وحصارها لغزة وتوسيعها للاستيطان ورفض عودة الفلسطينيين واستمرار احتلال أجزاء من لبنان ". ووصف إسرائيل بانها "كيان مهزوم ومأزوم ليس له من آليات لتوظيف العدوان سوى الضعف العربي وافتعال الفتن وإثارة الأزمات واستدراج بعض الفلسطينيين لمفاوضات مباشرة بهدف إضعاف الصف العربي". ورحب رعد "بكل لقاء عربي ينعقد في سبيل حماية لبنان والمنطقة من استهدافات العدو الإسرائيلي ". وقال "يجري التحضير لقرار ظني ظالم من أجل تحقيق أهداف إسرائيل "، وذلك في إشارة الى موضوع المحكمة الدولية التي تنظر باغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري وما يتداول عن تهم ستوجه الى عناصر من حزب الله بعملية الاغتيال. وهذا ما رفضه حزب الله. وأضاف ان "التسييس ألد أعداء الحقيقة ،وإذا ما أطلقنا العنان لناقوس الخطر فلأننا حريصون على حفظ الأمن عندنا". وكان عقد في بيروت أمس الجمعة لقاء ثلاثي ضم العاهل السعودي الملك عبد الله والرئيس السوري بشار الأسد والرئيس اللبناني ميشال سليمان قالت مصادر سياسية انه تناول موضوع المحكمة الدولية. من جهته تساءل بري الذي يتزعم حركة أمل المتحالفة مع حزب الله عما إذا كانت المقاومة " ستسلم من هيئة الأركان الإسرائيلية التي تشتغل هذه الأيام لتقديم تهم ضد المقاومة وزرع التفرقة بين اللبنانيين وذلك في أجواء ما يسمى بالقرار الظني للمحكمة الدولية بهدف تحويل الأنظار عما يجري في فلسطين والعراق وأفغانستان". وكان الشيخ حمد قال في حفل عشاء أقامه على شرفه مساء أمس الرئيس اللبناني " نعرف الكثير عن ظروف هذا الوطن العربي وعن طبيعة التحديات التي تواجهه ما يدعونا الى التفكير فيه باستمرار والتفكير معه طول الوقت". وأشار الى انه "يتفهم حساسية هذه اللحظة التي تترافق فيها زيارتنا للبنان مع سحب تتجمع على أفقه وندعو الله ان تمر بسلام". وقال "موقفنا في طلب السلامة للبنان وفي التضامن معه، ركن أساسي في سياستنا ولا نتردد لحظة في جهد يطلب منا أو عمل يسند الينا، وليس ذلك من باب الحرص على لبنان وحده، ونحن حريصون عليه، لكنه أيضا من باب الحرص على الأمة والأمل في مستقبل واعد لكل شعوبها بحيث تجد سبيلها مفتوحاً الى آمالها الكبرى في كل مجالات الأمن والتنمية والرقي والازدهار".