نيابة عن أمير منطقة جازان محمد بن ناصر، تقدم محافظ صامطة عبدالعزيز محمد الطيار صلاة الجنازة بعد صلاة عصر أول من أمس (الجمعة)، على شهيد الواجب العريف محمد صالح هزازي بجامع الملك عبدالله، بإسكان الخارش بمحافظة صامطة، ليوارى الثرى بمقبرة مختارة، بحضور رسمي وشعبي مهيب. واستشهد الهزازي دفاعاً عن وطنه على الحد الجنوبي في الخوبة، مرخصاً نفسه في سبيل الله ثم الدفاع عن الوطن. وقدّم محافظ صامطة تعازي ولاة أمر المملكة والحكومة لأسرة الشهيد، سائلاً العلي القدير أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان. وارتسمت علامات الصبر والرضا على وجوه ذوي الشهيد وأصدقائه وأبناء قريته ومدينته، وبدا الافتخار بشهيد الوطن، وتحدث أهله وأقاربه عن محاسنه وتفاصيل حياته، وتحدث صالح هزازي (والد الشهيد): الحمد لله على قضاء الله وقدره ولا اعتراض على ذلك، فولدي استشهد وهو يدافع عن وطنه بكل بسالة، وهذا فخر كبير لنا، وشرف نعتز به مدى الحياة، وأحمد الله أن ابني انتقل إلى جوار ربه مخلصاً لدينه، ومليكه، ووطنه، فالوطن ومليكه يستحقان أن نفديهما بالروح وكل ما نملك، وستبقى راية الوطن الخضراء خفاقة على رغم كيد الكائدين. أما عم الشهيد عبّر عن اعتزازه وفخره بكونه عماً لأحد الأبطال الذين قدموا أرواحهم لخدمة دينهم ووطنهم، ومات ميتة الأبطال في ميدان الشرف والكرامة، مؤكداً وقوف الجميع صفاً واحداً مع القيادة ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن واستقراره في كل الأحوال والظروف. وقال علي هزازي (الأخ الأكبر للشهيد): كان رحمه الله طيب القلب محبوباً من الجميع، شجاعاً غيوراً على دينه، محباً لمليكه ووطنه، ولا أنسى آخر لقاء جمعه بأمه حين قال لها أكثر من مرة «إن شاء الله سأموت شهيداً، وأشفع لكم جميعاً». كما ذكر عامر هزازي (أخ الشهيد): كان الشهيد عطوفاً علينا، وعلى والديه، وأن استشهاده في سبيل الله ثم الدفاع عن وطنه مفخرة لنا جميعاً، ونتمنى إن شاء الله أن نسير على خطاه، ونتشرف بالدفاع عن الوطن والتضحية من أجله، فهذا أقل ما نقدمه للوطن. وشهد دفن الشهيد خطاباً حزيناً من أحد أقارب الشهيد لزملائه الذين حضروا لوداع زميلهم، بصوت عالٍ: رحم الله الشهيد وجميع شهداء الوطن، الذين سطروا بدمائهم الزكية، وأرواحهم الطاهرة بطولات التضحية والفداء من أجل أن تبقى هذه البلاد المباركة، حرة أبية إلى الأبد. بدوره، قال قائد الكتيبة بالنيابة العقيد صالح الحربي: كان الشهيد من المحافظين على الصلاة، وعرف عنه المبادرة والشجاعة وقوة البأس والتعاون مع زملائه، مبشراً بقتل 22 مسلحاً معهم قائد كبير في نفس المكان الذي استشهد فيه هزازي.