حملت المملكة على عاتقها نصرة الشعب السوري الشقيق منذ بداية أزمته في العام 2011، من خلال سعيها في المسارين السياسي والإنساني، وتأكيداً على دورها الإنساني، قدمت العمل الإغاثي بما يتناسب مع دورها الريادي في المنطقة خصوصاً والعالم عموماً، بإيصال المساعدات لمستحقيها لتخفيف مأساة يعيشها الشعب الشقيق كل يوم داخل وخارج سورية. وحرصاً من المتبرعين السعوديين على المستويين الرسمي والشعبي، قدمت الجهات المعنية في المملكة برامج إغاثية تلبي متطلبات العمل الإغاثي، تتميز بطابعها العاجل لتخفف من معاناة الأشقاء، لتحقق تطلعاتهم في تأمين الغذاء والدواء والإيواء، بتوفير الخدمات الضرورية التي تمكنهم من العيش بحياة كريمة. وعلى صعيد الحملات الإغاثية في مجالاتها كافة، قام المركز السعودي للتعليم والتدريب في مخيم الزعتري أول من أمس بتخريج 120 طالباً وطالبة من الأشقاء السوريين في مخيم الزعتري، وأقام حفلة لهم بهذه المناسبة، سلم خلالها الطلبة المتفوقين شهادات بإتمام الدورات التعليمية والتدريبية المقامة ضمن برنامج «شقيقي مستقبلك بيدك». وتم تكريم الطلبة الأوائل الذين أنهوا الساعات المعتمدة في أقسام تعليم أساسيات الخياطة، والتعامل مع آلات الخياطة الصناعية، وتصميم الملابس للفئات العمرية كافة من كلا الجنسين، والأعمال اليدوية مثل التطريز وصناعة الإكسسوارات والحلي، والرسم، وإعادة التدوير، إضافة إلى الشقيقات السوريات المتدربات في المطبخ السعودي على تعلم أساسيات حفظ الأطعمة وطهيها بالشكل الأمثل. كما احتفى المركز بتكريم الطلاب الخريجين من برنامج «شقيقي بالعلم نعمرها»، بعد تجاوزهم للامتحانات التحريرية في العلوم الأساسية كاللغة العربية، والرياضيات، والتثقيف الصحي، إضافة إلى الخريجات من برنامج مكافحة الأمية في المخيم ضمن برنامج الحملة «اقرأ». وأعرب المدير الإقليمي للحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية الدكتور بدر السمحان عن الفخر والاعتزاز بالعزيمة والإصرار الذي أبداه الطلاب السوريون الذين انهوا المتطلبات التعليمية والتدريبية لهذه الدورات، مؤكداً في الوقت ذاته استمرار الحملة الوطنية السعودية في تقديم رسالتها الإنسانية للأشقاء السوريين لتوفير الحياة الكريمة لهم. وفي سياق متصل، أوضح أخصائي الأطفال في العيادات التخصصية السعودية في مخيم الزعتري الدكتور عبدالحي الخالدي أن العيادات السعودية صرفت عبوات الحليب ل484 رضيعاً من أبناء اللاجئين السوريين في الزعتري خلال شهر تموز (يوليو) من العام الحالي، وبمعدل يراوح بين 120 إلى 125 طفلاً أسبوعياً، ضمن مشروع «نمو بصحة وأمان». بدوره، أفاد المدير الطبي للعيادات التخصصية السعودية الدكتور حامد المفعلاني أن الحملة الوطنية السعودية ما زالت مستمرة بتقديم خدماتها الطبية والمكملات الغذائية لأبناء اللاجئين السوريين، وذلك بناءً على تقدير حجم الحاجة الفعلية للمعززات من خلال اللجان المتخصصة والمعنية بدرس حاجة الأطفال لمثل هذا النوع من الغذاء والمعني بتوفير أسس البناء السليم للأطفال السوريين القاطنين في مخيم الزعتري. وأكد المدير الإقليمي للحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية الدكتور السمحان أن الحملة تقوم على صرف عبوات الحليب وفقاً لبرنامج دقيق يجري تنفيذه بالتعاون مع وزارة الصحة الأردنية، وجمعية إنقاذ الطفل الأردنية، وجمعية العون الصحي، لضمان سلامة تنفيذ برنامج «تشجيع الرضاعة الطبيعية».