خفض «بنك انكلترا» أسعار الفائدة أمس للمرة الأولى منذ العام 2009، مؤكداً أنه سيشتري سندات حكومية قيمتها 60 بليون جنيه إسترليني (78.8 بليون دولار) لتخفيف الضرر الناجم عن تصويت بريطانيا لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي. وتوقع البنك أن يشهد الاقتصاد ركوداً خلال الفترة الباقية من العام الحالي، ونمواً ضعيفاً العام المقبل. وخفض البنك سعر فائدة الإقراض الرئيس إلى مستوى قياسي بلغ 0.25 في المئة من 0.5 في المئة، بما يتماشى مع توقعات السوق. ودشن البنك أيضاً برنامجين جديدين، أحدهما لشراء سندات شركات ذات تصنيف مرتفع قيمته 10 بلايين جنيه، والآخر قد تصل قيمته إلى 100 بليون جنيه ويهدف إلى ضمان استمرار البنوك في الإقراض حتى بعد خفض أسعار الفائدة. وتوقع معظم أعضاء لجنة السياسة النقدية في البنك خفض أسعار فائدة البنوك مجدداً خلال العام الحالي إلى معدل «أعلى بقليل من الصفر»، إذا كان أداء الاقتصاد ضعيفاً كالمتوقع. وأكد البنك في تقريره الفصلي عن التضخم «عقب تصويت المملكة المتحدة لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي، انخفض سعر الصرف وضعفت آفاق النمو في الأمد القصير إلى المتوسط في شكل ملحوظ». وأبقى البنك على توقعاته للنمو خلال العام الحالي عند 2 في المئة مع نمو الاقتصاد في النصف الأول بوتيرة أسرع مقارنة بالتوقعات في أيار (مايو). ولكنه خفض توقعاته كثيراً للنمو عام 2017 ليصل المعدل إلى 0.8 في المئة فقط مقارنة ب2.3 في المئة في التقديرات السابقة، وهو أكبر خفض لتوقعات النمو في تقرير للتضخم مقارنة بالتقارير السابقة، ويفوق نظيره إبان الأزمة المالية. وخفضت توقعات النمو عام 2018 أيضاً إلى 1.8 في المئة. وعدل البنك توقعاته للتضخم بالرفع كثيراً بسبب الهبوط الكبير للإسترليني منذ الأزمة المالية، متوقعاً أن يصل معدل التضخم إلى 2.4 في المئة عامي 2018 و2019. وأعلنت لجنة السياسة النقدية أن تكاليف مساعي خفض التضخم إلى المستوى المستهدف البالغ 2 في المئة في المستقبل القريب ستفوق فوائدها. إلى ذلك هبط الإسترليني بشدة بعد إعلان «بنك إنكلترا» خفض الفائدة، بعدما ارتفع لفترة وجيزة إلى أعلى مستوياته أمام الدولار خلال الجلسة عند 1.3352 دولار، قبل أن يفقد سنتين ويتراجع إلى أدنى مستوياته في 3 أيام ويسجل 1.3155 دولار، بانخفاض 1.3 في المئة. وهبط الإسترليني 1 في المئة أيضاً أمام اليورو إلى 84.585 بنس. وصعد مؤشر الدولار 0.1 في المئة إلى 95.565 نقطة، ليتماسك فوق مستوى 95.003 الذي لامسه خلال الأسبوع الجاري. وارتفع الدولار 0.2 في المئة أمام العملة اليابانية إلى 101.45 ين، لكنه تراجع أمام العملة الأوروبية الموحدة إلى 1.1131 دولار لليورو. وتراجع سعر الذهب لليوم الثاني على التوالي، مع صعود الدولار بفضل بيانات وظائف أميركية قوية، وهبط 0.5 في المئة إلى 1351.30 دولار للأونصة، كما نزل سعره في العقود الأميركية الآجلة تسليم كانون الأول (ديسمبر) 7.20 دولار إلى 1357.50 دولار. وتراجع سعر الفضة 0.7 في المئة إلى 20.21 دولار، والبلاتين 0.6 في المئة إلى 1152.50 دولار، والبلاديوم 0.3 في المئة إلى 706.85 دولار.