أعلنت إدارة مسرح إسطنبولي وجمعية تيرو للفنون تنظيم مهرجان النبطية المسرحي الدولي بين 20 و26 آب (أغسطس) الجاري، بالشراكة مع بلدية النبطية (جنوبلبنان) وإدارة حصر التبغ والتنباك ووزارتَي الثقافة والسياحة اللبنانيتين ونادي الشقيف وبالتعاون مع اتحاد بلديات الشقيف والجمعيات والأندية الكشفية. ويتزامن المهرجان مع افتتاح «سينما ستارز» بعد 27 عاماً من إقفالها، وهي آخر صالة سينما في النبطية. وقد عمل طلاب مسرح إسطنبولي في صور على ترميم هذه الصالة وتأهيلها بمبادرة فردية ومن شباب متطوعين. وتشارك في التظاهرة المسرحية الأولى في تاريخ النبطية فرق مسرحية من الجزائر وتونس وليبيا والعراق وإيران وفلسطين وسورية والأرجنتين وإسبانيا وهولندا وسلوفينيا. وتتنافس هذه العروض ضمن المسابقة الرسمية على جائزة أفضل ممثل وممثلة وأفضل إخراج وسينوغرافيا ونص مسرحي، إضافة الى «جائزة حسن كامل الصباح» لأفضل عرض متكامل. يهدف المهرجان، الذي تقام على هامشه ورش وندوات ومناقشة للعروض المسرحية، الى تأسيس حركة مسرحية في الجنوباللبناني والتلاقي الثقافي والحضاري بين دول عدة ودعم أعمال طلاب الجامعات والشباب. وتعود علاقة النبطية مع السينما والمسرح الى ثلاثينات القرن العشرين وأربعيناته، مع فرق التمثيل وجوقات العتابا والميجانا التي كانت تحيي حفلات في الهواء الطلق، إلى أن أنشأ حسيب جابر العام 1943 السينما الأولى في النبطية باسم «روكسي» وقُدمت على منصتها مسرحيتا «الحجاج بن يوسف» و «أيام سفر برلك». وبعد عام توقفت «روكسي» لتقوم مكانها «سينما أمبير» (1944) ، ولم تعش طويلاً، إذ أقفلت العام 1952. بعدها بادر علي حسين صباح العام 1957 بإنشاء دار سينما «كابيتول» ثم أُنشئت في العام ذاته دار عرفت باسم «سينما أبو أمين» نسبة إلى كنية صاحبها، لم تعمل سوى أشهر قليلة، ومشاهدة شاشتها قعوداً على الحصائر البورية. وفي العام 1960 أنشئت «سينما ريفولي»، لكنها احترقت العام 1979 بسبب الحرب. وظهرت في أواسط ثمانينات القرن العشرين، «سينما ستارز» آخر سينما في تاريخ النبطية وأُقفلت العام 1990.