تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رسالة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، نقلها له وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير، خلال استقبال الملك عبدالله له ولمرافقيه في قصره في الرياض أمس. وأجرى خادم الحرمين محادثات مع كوشنير تناولت ضرورة ان تتضامن الجهود الأوروبية والأميركية مع الجهود العربية لدفع المبادرة العربية للسلام وتنفيذها عبر الضغط على اسرائيل لأنها مبادرة لن تستمر الى الأبد. وأفادت وكالة الأنباء السعودية بأن الوزير الفرنسي نقل أيضاً لخادم الحرمين في حضور وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار مدني، وسفير فرنسا لدى المملكة برتران بزانسنو، تحيات وتقدير الرئيس ساركوزي فيما حمّله الملك تحياته وتقديره له. كما تسّلم خادم الحرمين رسالة من الرئيس السوداني عمر حسن البشير، سلمها له نائب رئيس السودان علي عثمان طه، خلال استقبال الملك الله له ولمرافقيه في قصره في الرياض أمس. وبحث خادم الحرمين مع نائب الرئيس السوداني عدداً من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين. ونقل طه لخادم الحرمين تحيات وتقدير رئيس بلاده، فيما حمّله الملك تحياته وتقديره له. من جهة أخرى، التقى كوشنير مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز. كما التقى وزير التجارة والصناعة عبدالله بن أحمد زينل، وبحث معه العلاقات التجارية والصناعية بين الرياض وباريس، وسبل تطويرها وتنميتها، وتعزيز فرص التعاون التجاري والصناعي، وتحقيق تبادل المنافع بين القطاع الخاص في كلا البلدين. وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير وصل إلى الرياض صباح أمس في زيارة للسعودية استغرقت يوماً واحداً، تمحورت حول القضايا الإقليمية. وكان في استقبال كوشنير وزير الدولة للشؤون الخارجية نزار مدني. وتأتي زيارة وزير الخارجية الفرنسي لتعكس تسارع وتيرة التشاور بين باريس والرياض حول المواضيع الساخنة والوضع في المنطقة، وذلك عشية أحداث مهمة تعقد خلال الأيام القليلة المقبلة، هي: القمة العربية في العاصمة القطرية الدوحة نهاية الشهر الجاري، وعملية المصالحة الوطنية الفلسطينية التي ترعاها مصر، وتشكيل الحكومة الإسرائيلية. وكان الأمير سعود الفيصل زار باريس في نهاية شباط (فبراير) الماضي، إذ أجرى جولة مشاورات موسعة مع كوشنير، وكان مقرراً أن يقوم الأخير بزيارة الرياض في 21 من الشهر الماضي، غير أن الزيارة أُجلت بتوافق الطرفين مثلما قالت الخارجية الفرنسية. وتعتبر فرنسا، التي تشدد على أهمية أن يكون عام 2009 «عام السلام في المنطقة»، وأن مبادرة السلام العربية يجب أن تكون احدى الصيغ المطروحة للتوصل إليها، وفضلاً عن ذلك ترى باريس أن الرياض «تعرف خفايا الملف الفلسطيني»، وتذكر أنها قامت بحمل الأطراف الفلسطينية على توقيع «اتفاق مكة».