تستمر جماعة الحوثي الانقلابية باليمن في ارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين والأطفال في عموم المحافظات اليمنية، ما خلف أرقاماً وإحصاءات كبيرة رصدتها منظمات دولية، تحدثت عن ارتكاب الميليشيات جرائم مهولة. ووفقاً لما رصدته منظمات المجتمع المدني اليمنية المعنية بحقوق الإنسان ووزارة حقوق الإنسان اليمنية، ومنظمات حقوقية دولية، بلغ إجمالي الانتهاكات في اليمن 66277 حالة منذ الأول من كانون الأول (ديسمبر) 2014 حتى نهاية ديسمبر الماضي، وشملت 17 محافظة من أصل 22، منها مقتل 8202 من المدنيين، بينهم 508 أطفال، و470 امرأة، وإصابة 19882 مدنياً، بينهم 2296 طفلاً، و1927 امرأة. واحتجز الحوثي تعسفاً 8458 شخصاً، كان السياسيون أكثرهم، إذ بلغ عددهم 4649 شخصاً، فيما كانت فئة الإعلاميين الثانية في قائمة المحتجزين لدى الحوثيين، وبلغت 191 إعلامياً، إضافة إلى 2028 ناشطاً، و1421 آخرين، و159 طفلاً وعشر نساء. ووفقاً للإحصاءات، بلغت حالات التعذيب 1077 حالة، وحالات الاختفاء القسري 2706 حالات، فيما بلغت حالات الاعتداء على الممتلكات العامة 2780 حالة، طاول أكثرها المرافق التعليمية، وبلغت 834 مرفقاً، تليها المساجد التي وصلت إلى 598 داراً ومسجداً، ثم 574 مقراً حكومياً و435 مرفقاً خدمياً، و279 مرفقاً صحياً، و60 موقعاً أثرياً. ولم تسلم وسائل الإعلام المحلية والدولية من عبث الميليشيات، إذ بلغت الاعتداءات على الإعلام والحريات 257 حالة، منها 98 حالة قمع احتجاجات، وحجب 86 موقعاً إلكترونياً، وإغلاق 38 صحيفة، و13 منظمة مجتمع مدني، وحظر تسع قنوات، وإغلاق ثمان إذاعات، فيما طاولت تلك الانتهاكات الاعتداء على الممتلكات الخاصة التي بلغت 22915، بينها 20311 منزلاً، و1500 محل تجاري، و406 مقار خاصة، و351 مزرعة، و186 وسيلة نقل، و73 مصنعاً. ومن الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات أيضاً زراعة حقول الألغام في المناطق التي تنسحب منها، التي في معظمها تكون مناطق وأحياء سكنية، وكان مما زرعته الميليشيا وتم استخراجه آلاف الألغام، في كل من محافظاتعدن ولحج وأبين والضالع وتعز ومأرب والجوف، التي قتلت مئات المدنيين وسببت في إصابات وإعاقات دائمة لعشرات اليمنيين، بينهم نساء وأطفال. من جانبه، تحدث الإعلامي اليمني ووكيل وزارة الإعلام في الحكومة اليمنية أحمد المسيبلي ل«الحياة» عن جرائم الميليشيات الحوثية وصالح، وقال: «سلكت الميليشيات القتل درباً لتحقيق أهدافها، واتخذت المعتقلين دروعاً بشرية، واعتمدت التعذيب حتى الموت، والاعتقالات التعسفية التي طاولت المدنيين والسياسيين والناشطين وغيرهم». وأضاف المسيبلي: «ارتكب الحوثي تفجير المنازل والمساجد والمدارس، والحصار والتهجير والتشريد، منذ أن بدأت تلك الميليشيات بالصراع المسلح، ابتداء بالحروب الست العبثية التآمرية بينهم وبين المخلوع صالح إبان حكمه، وحتى غزوهم للعاصمة صنعاء وبقية المحافظات اليمنية، وانقلابهم على الدولة، وصولاً إلى تحالفهم الإجرامي العلني، الذي أعلنوا فيه ما يسمى بالتحالف السياسي، وهو في حقيقة الأمر تحالف إجرامي وإرهابي لتدمير اليمن والمنطقة». وقال: «العديد من المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية اليمنية رصدت في تقارير ميدانية جرائم وانتهاكات الانقلابيين التي تعددت وتنوعت، لتشمل الحجر والشجر والبشر، ولم تبق دار ولا قرية أو منطقة أو مدينة في اليمن إلا وشهدت على جرائمهم البشعة». واتهم المسيبلي جماعة الحوثي بأنها مارست الحصار حتى الموت للمدنيين بطريقة إرهابية في مدن مختلفة من محافظة تعز، وقصفت بيوت المدنيين ومساكنهم والمستشفيات ومقار المنظمات الإغاثية ودور المسنين، وقتلت الآلاف، وجرحت عشرات الآلاف، ولا تزال تحاصر مئات الآلاف. وزاد: «جماعة الحوثي عبثت بالنظام المالي والنقدي والمصرفي، ما نتج منه عجز كبير في الميزان الاقتصادي، حتى أصبحت حياة اليمنيين الاقتصادية صعبة للغاية، بل وبالأرقام فإن 20 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر بحسب إحصاءات دولية». واختتم: «ميليشيات الحوثي الإرهابية تنفذ مخططاً إجرامياً خطراً، هدفه السيطرة على المنطقة بشتى الأساليب والطرق الإجرامية لمصلحة إيران على حساب حياة الشعب اليمني والعربي».