اعتبرت الإدارة الأميركية أن «جبهة النصرة» لا تزال تعتبر «مجموعة إرهابية» وتهديداً للولايات المتحدة على رغم إعلانها فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة»، في وقت أصدرت «جبهة فتح الشام» التي ورثت «النصرة» بيانًا أوضحت فيه «مبادئها العقدية والسياسية والعسكرية»، داعية إلى الاجتماع و «توحيد الصف». وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست، أن الولاياتالمتحدة «لا تزال تعتقد أن قادة جبهة النصرة لديهم نية لتنفيذ اعتداءات ضد دول غربية». وشدد الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، على «أننا لا نرى أي سبب للاعتقاد بأن أعمالهم أو أهدافهم أصبحت مختلفة»، بعد أن أعلنوا فك ارتباطهم ب «القاعدة». وأضاف: «لا نزال نعتبر أنهم منظمة إرهابية أجنبية»، موضحاً: «نحن نحكم على هذه المجموعات بناء على ما تفعله، وليس على الأسماء التي تتخذها». وأعلنت «جبهة النصرة» الخميس، فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة» الذي قاتلت تحت رايته منذ 2013، وذلك بلسان زعيمها أبو محمد الجولاني الذي كشف وجهه للمرة الأولى. وفي شريط فيديو بثّته قناة «الجزيرة» القطرية و «أورينت» السورية، أعلن الجولاني تغيير اسم «النصرة» الى «جبهة فتح الشام». ويعقب فك «النصرة» ارتباطها ب «القاعدة» اتفاق روسي - أميركي تم التوصل إليه قبل أسبوع لتنسيق الجهود العسكرية ضد تنظيم «داعش» و «النصرة» في سورية. وقال مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر، خلال منتدى أمني في أسبن، في غرب الولاياتالمتحدة، أن «النصرة تحاول توحيد جماعات المعارضة السورية الأخرى وحشدها». وأضاف أن حقيقة انفصال «النصرة عن القاعدة لا يزال يتعين التثبّت منها». و «جبهة النصرة» أكبر مجموعة إسلامية في سورية بعد تنظيم «داعش». وبرزت في بداية 2012، أي بعد عشرة أشهر على بدء حركة احتجاج سلمية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ما لبثت أن تحوّلت نزاعاً دامياً بعد تصاعد نفوذ التنظيمات المتطرفة. في نيسان (أبريل) 2013، رفضت «جبهة النصرة» الاندماج مع «داعش» وبايعت زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي أعلن في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام ذاته، أن «النصرة» هي الممثل الوحيد ل «القاعدة» في سورية. وأعلن رئيس القيادة الأميركية الوسطى الجنرال جو فوتل الخميس، أن «جبهة النصرة ما زالت تشكّل في الواقع تهديداً، وأنها على علاقة بتنظيم القاعدة على رغم إعلانها فك ارتباطها به». وقال خلال المنتدى الأمني في إسبن: «إن هذه المنظمات ماكرة للغاية، وتتمتع بمرونة في شكل غير عادي. ينبغي أن نتوقع قيامها بأشياء». وأضاف فوتل الذي يشرف على القوات الأميركية في سورية والعراق وأفغانستان: «يمكنهم إضافة فرع الى شجرة، وجعله مختلفاً قليلاً، لكن هذا الفرع يجد جذوره في أيديولوجية ومفهوم أصولي. ووسط هذا كله، فإنه لا يزال تنظيم القاعدة». وتابع: «يتعين علينا مواصلة الاهتمام بهم على الأمد الطويل، لا يمكننا أن نعتمد فقط على ما يفعلونه اليوم». وقالت «جبهة فتح الشام» في أول بيان لها، أن هدفَ «الجبهة من جهادها تحكيم الشريعة، مؤكدة الالتزام بالسياسة الشرعية وفق منهج السنّة النبوية». وأضافت أنها «تستمد عقيدتها ومنهجها من علماء أهل السنّة كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم»، واعتبرت أن «دفع العدو الصائل على الدين وحرمات المسلمين من أهم فروض الأعيان، ولا يشترط له شرط بل يُدفع بحسب الإمكان». وتابعت الجبهة في بيانها: «ننبذ الفرقةَ والاختلافَ وندعو إلى جَمْع الكلمة والائتلاف، ونرى وجوبَ اجتماع الأمة بعامة والمجاهدين بخاصة على الحق وتحت راية واحدة».