أثار المدرب الوطني، سلطان خميس، في برنامج (إرسال) على القناة الرياضية السعودية مسألة إهمال المدرب الوطني وعدم الاهتمام به، ما جعله مجرد اسم طواه النسيان، ولم يكن سلطان خميس هو أول من تحدث عن هذا الموضوع ولن يكون الأخير بطبيعة الحال، ونحن يشدنا كل شيء وطني ونتحمس له غاية الحماسة ونفاخر به في كل وقت وزمان. واليوم لا يجد المدرب الوطني أي ثقة من الأندية الرياضية وحتى اتحاد الكرة لا يلقي لهذا الموضوع أي اهتمام، ما جعل المدرب الوطني مجرد سلعة كاسدة في سوق تهدر فيه الملايين بالعملة الصعبة على مدربين من الخارج حظهم أنهم غير وطنيين، وهذا الإهمال الذي طاول ويطاول المدرب الوطني جعل كل مواطن يتمنى الا تضطره الظروف الى امتهان هذه المهنة التي يقول عنها من خبرها بأنها (لا تؤكل عيشاً) فهي مجرد اسم لا يقدم ولا يؤخر في ظل التجاهل الذي يلقاه المدرب الوطني، حتى في الأندية الصغيرة يتواجد كم كبير من المدربين العرب بين مصريين وتونسيين على حساب المدرب الوطني. ونراهن بكل ثقة ان لدينا مدربين وطنيين لهم من الخبرة والقدرة ما يفوق ما لدى أشقائنا العرب الذين رماهم حظهم السعيد في الكثير من الأندية السعودية، وغالبية الأندية السعودية بكل أسف لا تحترم المدرب الوطني لأسباب غريبة وغير منطقية، ومن غير المنطق ان يبقى مدربون شهد لهم ما مضى أنهم على قدرة كبيرة في التعامل مع ما يملكونه من خبرات وكفاءة دون ان يكون لهم عمل في التخصص الذي تعبوا من أجله ونالوا الشهادات والدورات، ليبقى رهينة مزاج بعض الأندية في استخدامه كحل موقت او مدرب طوارئ. ويكفي للتدليل على هذا الإهمال ان أنديتنا ساهمت في صنع مدربين قدموا إلينا مغمورين وذهبوا من عندنا مشهورين يشار إليهم بالبنان وسط عدم منح الثقة للمدرب الوطني، بل ان احد الأندية فكر في جلب المدرب الكويتي محمد إبراهيم، وكأن الساحة الرياضية لا يوجد فيها مدربون بمستوى المدرب الكويتي، فأي تناقض غريب يحاك للمدرب الوطني الذي نجزم ان وجد عملاً يقبله مضطراً لا يتجاوز قيادته خمس مباريات في الموسم ونعتبره في هذه الحال مدرباً محظوظاً. ان ما يحدث للمدرب الوطني يجب ان يتم تجاوزه بكل معاني الوطنية، فلابد ان تكون هناك لجنة للمدربين الوطنيين داخل اتحاد الكرة تهتم بشؤونه وتكون لديها سياسة واضحة وقوانين ثابتة حتى ولو تم فرض المدرب الوطني للعمل كمساعد للمدرب الأجنبي المحظوظ، وان يتقاضى رواتب مجزية، والا يترك الباب مفتوحاً لمزاجية مسؤولي الأندية في التجاهل الحاصل تجاه أبناء البلد، فغالبية المدربين الوطنيين الموجودين لدينا بل السواد الأعظم منهم يحمل لقب مدرب وطني سابق، يعني بكل صراحة «مدرب سعودي عاطل». [email protected]