سيول، بكين، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – أنهت سيول وواشنطن أمس، مناورات عسكرية استمرت اربعة ايام في بحر اليابان، اعتبرتها «رسالة» الى بيونغيانغ المُتهمة بإغراق بارجة كورية جنوبية في آذار (مارس) الماضي، ما أدى الى مقتل 46 بحاراً. في الوقت ذاته، أجرت الصين مناورات عسكرية على سواحلها الشرقية، رداً على التدريبات بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية. وأفادت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية باختتام مناورات «الروح التي لا تُقهر» التي ركّزت على عمليات مضادة للغواصات، وشارك فيها 8 آلاف جندي اميركي وكوري جنوبي و20 سفينة حربية وغواصة و200 مقاتلة، اضافة الى حاملة الطائرات «جورج واشنطن» التي تعمل بالطاقة الذرية، وتقلّ حوالى 5 آلاف بحار والقادرة على حمل 70 مقاتلة. وأعلنت هيئة الاركان الكورية الجنوبية ان اليوم الاخير من التدريبات في المياه الدولية على الساحل الشرقي لكوريا الجنوبية، شهد إلقاء قنابل على أهداف وإجراء مناورات مضادة للغواصات، من خلال محاكاة على أجهزة الكومبيوتر. جاء ذلك بعدما خلصت لجنة تحقيق دولية شكلتها سيول، الى ان البارجة «شيونان» غرقت بعد إصابتها بطوربيد أطلقته غواصة كورية شمالية. وعلى رغم تهديدات بيونغيانغ بالرد على المناورات، أشارت هيئة الاركان الكورية الجنوبية الى ان التدريبات اختُتمت من دون أي حادث. وبعد إعلان سيول وواشنطن انهما ستجريان مناورات جديدة في الشهور المقبلة، ذكرت مصادر عسكرية كورية جنوبية ان التدريبات المقبلة ستُجرى منتصف أيلول (سبتمبر) المقبل في البحر الاصفر. لكن الرئاسة الكورية الجنوبية أعلنت التأهب، تحسباً لإمكان ان تشن بيونغيانغ هجوماً الكترونياً، استجابة لتحذير من «المركز القومي للأمن الالكتروني» بعد تلقيه «معلومات استخباراتية» في هذا الشأن. وقبيل اختتام التدريبات، اعتبرتها صحيفة «رودونغ سينمون» الكورية الشمالية «متهورة»، داعية «الولاياتالمتحدة الى وقف سياستها العدائية التي تصعّد المواجهة العسكرية والتوتر في شبه الجزيرة الكورية». في غضون ذلك، افادت وكالة «تشاينا نيوز سيرفيس» بأن بكين أجرت مناورات عسكرية على سواحلها الشرقية، شاركت فيها وحدات مدفعية من منطقة نانكين العسكرية في جوار البحر الاصفر. والتدريبات التي تُعتبر سابقة من حيث حجمها ولم يُعرف موعد إجرائها ولا اذا كانت مقررة قبل المناورات الكورية - الاميركية، جاءت بعدما أعربت بكين عن «قلقها» إزاء تدريبات سيول وواشنطن، معتبرة انها قد تزيد «التوتر الاقليمي». وفي واشنطن، رأى جيمس ستاينبرغ نائب وزيرة الخارجية الاميركية أن عدم وجود علاقات عسكرية دائمة بين الولاياتالمتحدة والصين، يشكّل تحدياً كبيراً أمام البلدين. وقال في «مركز نيكسون» الذي يتخذ واشنطن مقراً له، ان الساسة الاميركيين «ما زالوا يجدون مجموعة كبيرة من المجالات التي نتعاون فيها مع الصين، ليس فقط على المستوى الثنائي بل إقليمياً وعالمياً»، من التعافي الاقتصادي إلى الاحتباس الحراري والملف النووي الإيراني. وأضاف ان العلاقات العسكرية التي علقتها الصين احتجاجاً على صفقة تسلح اميركية مع تايوان، تُعتبر استثناء لتعاون رسمي واسع. وقال ان التحدي «الاهم هو استمرار إحجام الصين عن تعزيز العلاقات العسكرية»، مؤكداً ضرورة إجراء محادثات ثنائية عميقة ودائمة بين البلدين.