نيويورك - ا ف ب، رويترز - ناقش مجلس الأمن تقريراً عن تحقيق حمّل إسرائيل مسؤولية هجمات على منشآت تابعة للأمم المتحدة في غزة أدت إلى سقوط قتلى خلال العدوان على القطاع، لكنه اكتفى بالإعراب عن «قلقه». وقال السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين الذي يترأس المجلس لهذا الشهر إن «الأعضاء أعربوا عن قلقهم حيال نتائج التقرير». وأضاف أن الدول ال15 أبدت «اهتماماً بالاطلاع على ما سيقرره الأمين العام (بان كي مون) في شأن هذه القضية». واتهم التقرير إسرائيل بالقصور في حماية مباني الأممالمتحدة والمدنيين داخلها، وأوصى المنظمة الدولية بطلب تعويضات. وكان بان أعلن الأسبوع الماضي أنه يعتزم «طلب تعويضات عن الأضرار التي لحقت بالأممالمتحدة»، لكنه لا ينوي المطالبة بتحقيقات إضافية. وحمّل التقرير الذي نشر مطلع الشهر إسرائيل مسؤولية ست وقائع تسببت بسقوط قتلى وجرحى أو خسائر في منشآت الأممالمتحدة خلال هجومها على غزة بين كانون الأول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير) الماضيين. وأصيب المقر العام لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» وعدد من المدارس التابعة لها بأضرار في القصف. ووضعت التقرير لجنة تحقيق مستقلة أنشأتها الاممالمتحدة للتحقيق في تسع هجمات تعرضت لها مباني الأممالمتحدة في قطاع غزة وأصيبت بقصف أو بإطلاق نار، وسقط خلالها قتلى وجرحى وأصيبت منشآت بخسائر مادية جسيمة. وأوضح تشوركين أن ليبيا، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن، «شاركت في النقاش وهي لا تنوي الإصرار على طرح مشروع القرار الذي قدمته للتصويت». وكان الوفد الليبي قدم إلى مجلس الأمن مطلع الأسبوع مشروع قرار يهدف خصوصاً إلى إدانة «الضربات العسكرية المباشرة والعشوائية التي قامت بها إسرائيل ضد منشآت الاممالمتحدة». وقال ديبلوماسيون إن المشروع ليست له فرصة لإجازته لأن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا التي تملك جميعاً حق «الفيتو» في مجلس الامن ستعترض عليه متسببة في إحباطه. وأضافوا أن القوى الغربية وافقت بدل ذلك على بيان غير ملزم يعبر عن «قلق» المجلس. ووجدت لجنة التحقيق التي ترأسها بريتون ايان مارتن، وهو رئيس سابق لمنظمة العفو الدولية انضم إلى الأممالمتحدة، أن إسرائيل «انتهكت حرمة منشآت الأممالمتحدة» ولم تراع حصانتها. وانتقد الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز التقرير خلال زيارة إلى مقر الأممالمتحدة الأسبوع الماضي، واعتبر أنه «مشين ومنحاز». واتهم لجنة التحقيق بأنها «تجاوزت سلطاتها»، مشيراً إلى أنه كان من المفترض بها أن تحقق في الأضرار التي أصابت منشآت الأممالمتحدة، لكنها «بدل ذلك قررت التحقيق في الوضع في غزة بأكمله». وقال: «لا نعتقد بأن علينا تقديم اعتذار، لأن لنا الحق في الدفاع عن حياة أطفالنا ونسائنا».