تشكل الألياف الغذائية جزءاً لا يتجزأ من العالم النباتي، ومن الضروري جداً أن تكون حاضرة في استمرار في الوجبات اليومية لأنها تدعم الصحة وتحمي الجسم من بعض الأمراض التي تشكل تهديداً حقيقياً للانسان. والجهاز الهضمي، في حقيقة الأمر، لا يستطيع تفكيك الألياف الغذائية كما هي الحال مع البروتينات والدهنيات والسكريات، فهي (الألياف ) تمر من الفم إلى المريء ومنه إلى المعدة والامعاء الدقيقة ومن ثم إلى الامعاء الغليظة التي تتولى طرحها إلى الخارج من دون أن تستطيع الخمائر الهضمية، وما أكثرها، النيل منها. وتصنف الألياف الغذائية نوعين: الألياف الذوابة في الماء، والألياف غير الذوابة في الماء، وسنتناول هنا الألياف الذوابة. والألياف الذوابة هي التي تعطي فور خلطها مع الماء مزيجاً غروياً له فوائد صحية عدة، منها: خفض مستوى الكوليسترول في الدم، فالألياف المنحلة في الماء تتولى عملية إنزال مستوى الكوليسترول الكلي وبالتالي مستوى الكوليسترول الضار من خلال آليتين: الأولى هي التصاق الألياف الذائبة مع الأملاح الصفراوية في الأمعاء الأمر الذي يعرقل من عملية امتصاص الدهون والكوليسترول. أما الآلية الثانية التي يتم فيها خفض الكوليسترول في الجسم فهي عبر اقتناص الألياف الذوابة للكوليسترول وحجزه في داخلها ليذهب خارج عبر الفضلات البرازية. وتفيد البحوث بأن الألياف الذوابة تملك القدرة على إنقاص مستوى الكوليسترول في الدم بنسب تصل الى 20 في المئة، وتقليل مستوى الدهون بنسبة تبلغ 25 في المئة. ما يعني أن الألياف الذوابة في الماء تعتبر سلاحاً فعالا في تقليص خطر التعرض للأمراض القلبية والدماغية الوعائية التي باتت اليوم تشكل أحد أهم الأسباب المؤدية للإقعاد والوفاة. - خفض مستوى السكر في الدم، فتناول غذاء غني بالألياف الغذائية خصوصاً الذوابة منها، يعمل على الحد من امتصاص السكاكر السريعة الامتصاص وبالتالي منعها من الوصول بغتة إلى الدم كي لا تحدث ارتفاعاً صاروخياً في مستوى السكر وما ينتج عنه من ضغط في عمل غدة البانكرياس لطرح المزيد من هرمون الأنسولين، فالضغط المفاجئ والمتكرر على البانكرياس من قبل السكاكر السريعة الامتصاص قد يدفع إلى إنهاك هذه الغدة وربما إلى إصابتها بالقصور ليحدث لاحقاً الداء السكري. إن الألياف الذوابة تمتاز في أنها تبطئ من توفير السكريات بهيئة سريعة الامتصاص، ما يعني أنها تحمي من الإصابة بمرض السكري. - خفض الإصابة بسرطان القولون، إن تناول وجبات غنية بالألياف يقي الجسم من سرطان القولون، أما التفسير فهناك من يقول إن الألياف تعمل على حجز الماء فتقلل من تركيز الأحماض الصفراوية الضارة في القولون، أيضا تعمل الألياف على تقصير مدة بقاء الفضلات في الأمعاء الغليظة الأمر الذي يقلل من مدة تماس الأحماض الصفراوية مع الغشاء المبطن للقولون. بقي أن نعرف أهم الأغذية الغنية بالألياف الذوابة وهي : الخضروات والفواكه والبقول والحبوب والشوفان. [email protected]