كابول، طهران - «الحياة، أ ف ب - كشفت تسريبات جديدة لعشرات آلاف الوثائق السرية التي نشرها موقع «ويكيليكس» عن الحرب في افغانستان، تقارير عن لقاءات لزعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن منذ العام 2006، على رغم تأكيد السلطات الاميركية عدم تلقيها «منذ سنوات» معلومات موثوقة عن مكان وجوده. تزامن ذلك مع اطلاق وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) تحقيقاً للبحث عن مصدر التسريب الذي تعتبر إنه «قد يهدد الامن القومي للولايات المتحدة»، في حين نفى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ما ورد في الوثائق السرية حول اتهام طهران بمساعدة حركة «طالبان» الافغانية. وأكد الناطق باسم «البنتاغون» جوف موريل: «قلق بلاده من احتمال تسريب مزيد من المعلومات»، فيما افادت احدى الوثائق بأن تقريراً أعدته الاستخبارات الاميركية في آب (اغسطس) 2006 تحدث عن مشاركة بن لادن في اجتماع عقده متشددون بحضور زعيم «طالبان» الافغانية الملا محمد عمر في مدينة كويتا جنوب غربي باكستان، من اجل وضع خطط لهجمات انتحارية في افغانستان. وأورد التقرير ان «الأهداف ظلت مجهولة، لكن الانتحاريين حملوا متفجرات من باكستان»، علماً ان نحو 200 وثيقة مسربة ايضاً تكشف ان مهمة الوحدة الخاصة الاميركية 373 انحصرت في قتل قادة «طالبان» و «القاعدة» او اعتقالهم. وتحدث تقرير آخر عن تنفيذ التحالف 144 عملية عسكرية أدت الى سقوط ضحايا مدنيين افغان، احدها في حزيران (يونيو) 2007، حين سقط سبعة ضباط من الشرطة الافغانية وجرح اربعة آخرون، قبل ان يبرر الاعتداء بأنه نتج «من سوء فهم». وأكد الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس مجدداً أن المعلومات المسربة «لا تقدم أي جديد». اما الناطق باسم «البنتاغون» فتعهد «بذل كل ما هو ضروري لكشف المسؤول عن تسريب المعلومات»، من دون ان يؤكد تورط برادلي ماننغ، الخبير في الجيش المعتقل في الكويت حالياً، بالتسريب، علماً ان الاخير زود موقع «ويكيليكس» قبل اسابيع شريط فيديو سرياً عرض هجوماً شنته مروحية اميركية في العراق العام 2007، وأدى الى مقتل حوالى 12 شخصاً بينهم صحافيان. واللافت ان كشف الوثائق السرية لم يمنع تحرك الكونغرس الأميركي لمحاولة إقرار مشروع منح الحرب في افغانستان تمويلاً اضافياً قدره 59 بليون دولار، وذلك قبل حلول العطلة الصيفية للكونغرس في الأول من آب (أغسطس) المقبل. ورأى نواب بارزون بينهم السناتور جون كيري أن التسريبات «يجب أن تدفع الادارة الى زيادة حوارها مع باكستان باعتبارها الطريق الى الحل». ويؤيد نواب جمهوريون وديموقراطيون مشروع قانون تمويل الحرب، لكن اعتراضات قاعدة الحزب الديموقراطي تتزايد، علماً ان كلفة حرب أفغانستان تجاوزت 286 بليون دولار منذ بدايتها. وحض الرئيس باراك أوباما أعضاء الكونغرس أمس على تمرير مشروع القانون، مجددا التمسك باستراتيجيته ومعتبرا أن الوثائق السرية التي تم تسريبها «لا تتضمن معلومات جديدة». وأكد أوباما بعد لقائه قيادات الحزبين البرلمانية في البيت الأبيض، أنه يأمل من مجلس النواب تمرير مشروع تمويل الحرب وأن استراتيجيته للحرب هي الأشمل بعد التعثرات التي سجلت بين 2001 و2007. وجدد ثقته بالاستراتيجية والقيادة العسكرية التي تشرف عليها. وفي حديث لمحطة «سي بي اس» الاميركية، نفى الرئيس الايراني نجاد التسريبات عن دعم بلاده سراً ل «طالبان» الافغانية او أي مجموعة متمردة اخرى. وقال: «ندعم الشعب الأفغاني فقط، ونعتقد بأنهم يجب ان يحكموا بلادهم التي يتدخل الاميركيون في شؤونها منذ 20 سنة».