أفادت مصادر إسلامية بأن السلطات الأمنية المغربية اعتقلت شاباً لدى وصوله من فرنسا عبر مرفأ طنجة من دون أن تتضح أسباب توقيفه، علماً أن شقيقه من المتهمين المدانين في المغرب في إطار ما يُعرف بخلية «فتح الأندلس». ولم تتمكن «الحياة» من الحصول على معلومات عما إذا كان الشاب خ. الزعيمي، شقيق المدان في قضية «فتح الأندلس» كمال الزعيمي، قد اعتُقل فعلاً في طنجة، بحسب ما قال «المرصد الإعلامي الإسلامي» في بيان في لندن. وذكر «المرصد» في بيانه الذي أُرسل إلى «الحياة» أن خ. الزعيمي، وهو طالب يدرس في فرنسا، أوقف يوم السبت على يد عناصر ترتدي ملابس مدنية لدى وصوله إلى مرفأ طنجة، المعبر الأساس لعودة ملايين المغاربة المقيمين في أوروبا والذين يعودون إلى بلدهم لقضاء عطلة فصل الصيف. وأضاف البيان أن الموقوف اقتيد إلى «جهة مجهولة» ولم تتمكن عائلته من معرفة مصيره أو مكان احتجازه. واعتبر البيان حالته بمثابة «إخفاء قسري»، مطالباً بالإفراج عنه أو إحالته أمام «محاكمة عادلة». وكانت محكمة الاستئناف في سلا، المجاورة للرباط، دانت أعضاء خلية «فتح الأندلس» بالسجن ما بين 15 سنة و10 سنوات. ونال الزعيم المفترض للخلية رشيد المزدراني حكماً بالسجن 15 سنة، فيما نال المتهمون كمال الزعيمي واسماعيل عمار وعبدالمولى عمارة وعبدالرحيم العوفي أحكاماً بالسجن 10 سنوات. وتوبع أفراد الخلية بتهم تطاول التخطيط لتنفيذ هجمات ارهابية ضد ثكنة عسكرية في العيون، كبرى مدن المحافظات الصحراوية، وضد منشآت سياحية في أغادير. وقالت المصادر إنها المرة الأولى التي تكشف فيها تحريات أمنية خططاً لمهاجمة ثكنة عسكرية في الصحراء، علماً أن أجهزة الأمن سبق لها أن فككت خلية «أنصار المهدي» قبل أكثر من عامين والتي كانت خططت بدورها للهجوم على قاعدة عسكرية لقوات المظليين في سلا. وكان من بين أعضاء هذه الخلية عسكريون برتب متدنية يعملون في فرقة الموسيقى. إلى ذلك، تحدثت مصادر أمنية عن اعفاءات وإقالات في قطاع الأمن في ضوء تحريات مرتبطة بالتحقيق مع مديرين ومسؤولين في أجهزة الأمن والدرك والقوات المساعدة والإدارة الترابية في مدينة الحسيمة على الساحل المتوسطي شمال البلاد. وتحدثت تقارير عن تحقيقات طاولت ظروف ترقية بعض العاملين في إدارة الأمن وتتبع مسارهم المهني، بخاصة في الاستعلامات العامة والموارد البشرية. وتوقعت المصادر مثول المسؤولين المقالين أمام قاضي التحقيق بعد انتهاء التحريات الأمنية. ووصفت المصادر حادث إقالة عدد كبير من مسؤولي مدينة واحدة (الحسيمة) بأنه بمثابة زلزال. وجاء ذلك على خلفية زيارات تفقدية قام بها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى الإقليم حيث استمع إلى شكاوى مواطنين وجّهوا اتهامات باستغلال النفوذ إلى كبار المسؤولين المحليين في قطاعات عدة.