اختتم مؤتمر الحزب الجمهوري في كليفلاند أمس، بخطاب للمرشح دونالد ترامب، هاجم فيه المهاجرين واللاجئين السوريين «والتطرف الإسلامي»، وجدد التعهد ببناء جدار مع المكسيك وهزيمة هيلاري كلينتون التي حمّلها مسؤولية أزمات الشرق الأوسط. وفشل الخطاب الذي وصف ب «الظلامي»، في إعادة تقديم ترامب بصورة معتدلة، إضافة إلى فشله في توحيد صفوف الجمهوريين. وأتى ترشيح ترامب خارج سياق النهج التقليدي للجمهوريين، ليتسبب بانقسام غير مسبوق بين تيارات عدة داخل الحزب خلال المؤتمر. وخيمت على الأيام الأربعة للمؤتمر عمليات تراشق كلامي بين أنصار ترامب ورموز كبيرة في الحزب من بينها عائلة بوش وحاكم ولاية أوهايو جون كايسيك والسناتور تيد كروز. وشكل مشهد المقاعد الفارغة بعد خروج مؤيدي كروز، خير تعبير عن الأزمة، فيما طغت فضيحة خطاب زوجة ترامب ميلانيا، والنبرة المتشنجة لليمين المتشدد، على أعمال المؤتمر. أما خطاب ترامب الذي كان يفترض أن يعيد فيه تقديم نفسه بشكل يوسع قاعدته الانتخابية، فاصطدم مرة أخرى بنزعة رجل الأعمال إلى الأسلوب التحريضي ضد الأقليات والمهاجرين. وسربت مجموعة تدعم منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون نص الخطاب قبل أربع ساعات من إلقائه، لذا لم يحمل النص أي مفاجآت جديدة حول سياسة ترامب ومواقفه الخارجية. واتهم ترامب كلينتون والرئيس باراك أوباما بحمل إرث «الموت والدمار والإرهاب والضعف»، وتعهد باتخاذ موقف صارم في مكافحة الجريمة والمهاجرين غير الشرعيين وبناء جدار مع المكسيك. وأمام صيحات الشعبويين المؤيدة لبناء الجدار وسجن هيلاري كلينتون بسبب قضية بريدها الإلكتروني، رد ترامب: «فلنهزمها في تشرين الثاني (نوفمبر)» المقبل. وقدم ترامب صورة قاتمة عن أميركا يحاصرها مهاجرون غير شرعيين ويهددها متشددون من تنظيم «داعش» ويعصف بها عنف عرقي وتعيق تطورها بنى تحتية متهالكة وتضعفها اتفاقات تجارية غير عادلة. وتبنى ترامب مواقف تتناقض مع سياسات الحزب الجمهوري التقليدية، عبر إعلانه أنه سيتجنب الصفقات التجارية متعددة الجنسيات لكنه سيسعى بدلاً منها لعقد اتفاقات منفردة مع دول. وقال إنه سيعيد التفاوض في اتفاقية التجارة الحرة في أميركا الشمالية (نافتا) بين الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك، كما توعد بفرض عقوبات على شركات تتعاقد مع جهات أخرى على إنتاج سلع في الخارج ثم تستوردها إلى الولاياتالمتحدة. وقال ترامب: «بعد حروب على مدى 15 سنة في الشرق الأوسط وبعد إنفاق تريليونات الدولارات وفقد آلاف الأرواح، ما زال الوضع أسوأ مما كان عليه في أي وقت. هذا إرث هيلاري كلينتون: الموت والدمار والإرهاب والضعف». ووصفت صحيفة «نيويورك تايمز» خطاب ترامب بأنه مبني على «حملة الخوف ورؤية قاتمة لأميركا حيث المهاجرون هم مسؤولون عن العنف والفوضى». واعتبرت الصحيفة أن ترامب فشل في إعادة تعريف نفسه للناخب المعتدل، وبدا أنه يخاطب القاعدة اليمينية والغالبية من البيض التي سيحتاج ل66 في المئة من أصواتها للفوز. ووصفت «واشنطن بوست» الخطاب بأنه «يصور أميركا وكأنها مكان بائس ومظلم ومليء بالعنف». وردت كلينتون في تغريدات بشعار: «نحن أفضل من ذلك»، مشيرة إلى أن صوت ترامب «ليس صوت الأميركيين». وكان مرتقباً إعلان كلينتون عن اسم مرشحها لنائب الرئيس فيما تركزت التكهنات حول السناتور تيم كاين من ولاية فرجينيا، واحتمال مشاركتهما في تجمع في فلوريدا معاً اليوم.