شعر الشعب الفلسطيني بصدمة كبيرة لفظاعة جريمة ذبح الطفل اللاجئ الفلسطيني من مخيم حندرات في مدينة حلب السورية عبدالله عيسى على يد «إرهابي» من تنظيم «نور الدين زنكي» المعارض للنظام السوري. وتداول عشرات الناشطين شريط فيديو يُظهر مجموعة من «مقاتلي» التنظيم وهم يحتفلون بذبح الطفل عيسى البالغ من العمر 12 ربيعاً. كما تداولوا صوراً لشاب ملتحٍ ذي شعر أسود طويل نسبياً يرفع رأس الطفل عيسى بيده اليسرى الى أعلى بعدما فصلها بسكينه عن رأسه. ولم يُصب الفلسطينيون بالهلع، كما توقع منفذو هذه الجريمة البشعة، بل بالسخط والغضب والرغبة في الثأر والانتقام. وكتب الفلسطيني حسن عبدو على حسابه على «فايسبوك» إن تنظيم «نور الدين زنكي» مدعوم من الولاياتالمتحدة وتركيا، مضيفاً: «يا عبدالله... يا طفل المخيم واللجوء، يا قهر الجناة المتسربلين بعباءة الظلم والعار والخرافة... طافوا برأسك الطاهر في شوارع حلب... حملوه على أسنة رماحهم المجرمة، يكبّرون ويحمدون ربهم وليس ربنا على قتلتك... أتعرف ماذا فعلوا بك... توضأوا بدمك وصلوا... كبّروا وهللوا لانتصارهم وبغيهم وأعلنوا انتماءهم لمدرسة الذبح والموت المستمدة من خطايا التاريخ، معتقدين بأن عارهم يجلب لهم جنة وخلافة». ونشر الفلسطيني بسام عبدالله على حسابه على «فايسبوك» صور القاتل وكتب: «هذا السفاح المأجور قاتل شهيد فلسطين بإذن الله... لتعرفوا اسمه جيداً... وعلى أحرار فلسطين قطع رأسه أينما كان، فهو مطلوب لكل فلسطيني هو ومن ساعده من المأجورين القتلة أتباع هتلر وموسوليني... فستبقى دماؤك عاراً على كل حركات التحرر الإسلامي». وكتبت الفلسطينية شيرين خليفة على حسابها على «فايسبوك» الأكثر انتشاراً في فلسطين: «انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لذبح طفل فلسطيني في حلب. لم أسمع إدانة فلسطينية (رسمية)، ولا حتى مطالبات بالتحقيق ولا أي شيء يوحي بأن أي مسؤول سمع بالأمر!». وتساءلت مستنكرة: «هو إحنا مين أبونا (من أبانا)»، في اشارة الى أن الشعب الفلسطيني لا يجد من يدافع عنه أو يرعى مصالحه. وذهب الفلسطيني سعيد الطويل الى أبعد من ذلك، ووجه رسالة الى تنظيم «داعش» توحي بفقد الأمل بالقيادات والأحزاب والقوى الفلسطينية: «الأخوة الكرام في داعش، السلام عليكم... عشان إحنا ما بنقدر نوصل سورية وانتوا بتقدروا توصلوا أي مكان في الدنيا، بطالبكم بأخذ القصاص من هؤلاء الزنادقة، من ذبحوا الطفل الفلسطيني الشهيد عبدالله عيسى، وهم من جماعة ما يعرف بنور الدين زنكي لو أغضبكم المشهد... توكلوا ع الله، وهالمرة حنكون معكم بأي طريقة تعدموهم فيها. شكراً لكم». رسمياً وفصيلياً، دان عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» عزت الرشق «إعدام» الطفل عيسى «ذبحاً وبدم بارد»، واعتبرها «جريمة بشعة وإجراماً وحشياً». وقال في تغريدة مقتضبة على حسابه على «تويتر»: «لا يمكن لإنسان ذي عقل وقلب أن يقدم على جريمة ذبح طفل لا يتجاوز عمره 13 سنة». ودعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطيينة صائب عريقات مؤسسات حقوق الإنسان في العالم والمنظمات الدولية، إلى ملاحقة «الجناة ومجرمي الحرب» الذين ذبحوا عيسى. وجدد في بيان ادانة هذا «العمل الجبان والوحشي»، وطالب المجتمع الدولي وهيئاته الدولية وفي مقدمها الأممالمتحدة «باستقاء العبر وعدم انتظار مآس إنسانية جديدة في حق شعبنا في كل مكان، بل العمل الجاد والعاجل من أجل توفير الحماية الدولية العاجلة لأبناء شعبنا في الوطن ومخيمات اللجوء، وصولاً إلى إنهاء الاحتلال وتجسيد قيام دولة فلسطين وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شردوا منها وفقاً للقرار 194». وشدد عريقات على «تلاشي الفروق بين المجرمين الإرهابيين الذين أعدموا الطفل الفلسطيني عيسى وغيره من الأبرياء والمدنيين في سورية، وبين المجرمين الذين أحرقوا الدوابشة و (محمد) أبو خضير (في القدس)، وقتلوا (محمد) الدرة في فلسطين»، مؤكداً أن «الحل الوحيد للقضاء على التطرف وإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها يكمن في إنهاء الاحتلال الاستعماري عن فلسطين». وأضاف أن «القيادة تتابع وتتعاون مع جميع الأطراف والجهات العربية والدولية من أجل ملاحقة المجرمين بكل الوسائل القانونية المتاحة، وأمام المحاكم الدولية». وعبرت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» عن «سخطها وإدانتها الشديدة لجريمة الذبح»، واعتبرت في بيان أن الجريمة و»تصويرها أمام عدسات الكاميرات، وبث المشهد على أوسع نطاق، يؤكد مجدداً أن جوهر الأفكار التي تقوم عليها مجموعة زنكي وغيرها من الجماعات المُسلحة الإرهابية قائمة على الظلامية والإرهاب والتكفير والبطش في إطار مشروع القوى المعادية التي تعمل على تفكيك الدولة الوطنية السورية».