عند قراءة الخبر الذي نشره الموقع الإلكتروني لمركز «سكايز» (مقرّه بيروت) المتخصص في الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية في الدول العربية، يصعب تجنّب السؤال عن صحة الرواية الإيرانية الرسمية عن موت المُدوّن الالكتروني الإيراني أوميد رضا مير سيّافي في سجن «إيفن» في 18 آذار(مارس) الجاري. فبحسب موقع «سكايز»، أصدرت «جمعية الدفاع عن الصحافيين» (وهي مؤسسة دولية للدفاع عن الصحافة بأشكالها كافة)، بياناً دعت فيه إلى فتح تحقيق فوري عن وفاة المُدوّن سيّافي الذي اعتقل في نيسان (إبريل) 2008 بتهمة الإساءة إلى شخصيتي قائد الثورة الإيرانية آية الله الخميني ومرشد الثورة آية الله خامنئي. ونقل البيان عن محمد علي دادخان، محامي المُدوّن سيّافي، أن سلطات سجن «إيفن» أبلغته أن موكله انتحر. وأوضح دادخان أن المُدوّن سيّافي إشتكى كثيراً من تدهور حاله صحياً، لكن سلطات سجن «إيفن» تجاهلت تلك الشكايات معتبرة أن سيّافي يمثّل دور المريض. وذكّر البيان بأن سيّافي (28 عاماً) حوكم عام 2008 بعد نشره مقالات في مُدوّنة «روزنكار» الإلكترونية، التي أغلقتها السلطات الإيرانية، تناول فيها شخصيتي الخميني وخامنئي. وأضافت المحكمة تهمة الإساءة إلى الدين الإسلامي، عندما نظرت في قضية «سيافي». وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، صدر حكم بسجنه ثلاثين شهراً، بداية من شباط (فبراير) 2009. وأبدى مراسل «جمعية الدفاع عن الصحافيين» في الشرق الأوسط وشمال افريقيا قلقه من الموت المُفاجئ للمُدوّن سيّافي، داعياً إلى تحقيق شفاف عن ذلك الحادث. وأبلغ مُدوّن إيراني آخر الموقع الالكتروني لمجلة «تايمز» أن اعتقال سيّافي مرتبط بمقال ناقش فيه دعم إيران لتنظيم «حزب الله» اللبناني. وأوضح أن مسؤولاً في «المنظمة الإيرانية للدفاع عن الحريات الإنسانية» نقل عن سيّافي رفضه للحكم الذي رأى أنه يستند إلى اعترافات انتزعت منه تحت الضغط. وحينها، لاحظ سيّافي أن المحكمة لم تورد أي اقتباس من مقالاته الالكترونية في سياق الحُكم الذي أصدرته. وبحسب بيان «جمعية الدفاع عن الصحافيين»، يمتلك سجن «إيفن» في طهران سمعة سيئة، كما تحتوي جنباته مجموعة من المعتقلين السياسيين والصحافيين والمُدوّنين الإلكترونيين. وفي عام 2003، أعلنت سلطات سجن «إيفن» موت زهرة كاظمي، وهي مصوّرة صحافية إيرانية من أصل كندي، بعد سجنها لثلاثة أسابيع فيه. واعتقلت كاظمي بسبب إلتقاطها صوراً لذلك السجن من خارجه! وكذلك تُمضي روكسانا صابري (مراسلة صحافية مستقلّة) عقوبة بالحبس في السجن عينه، عقب اعتقالها في مطلع السنة الجارية. وأعلنت «جمعية الدفاع عن الصحافيين» عن قلقها على حال صابري، في أعقاب الإعلان عن موت سيّافي. ومن معتقلي سجن «إيفن»، يبرز حسين ديراخشان المُدوّن الالكتروني من أصل كندي، الذي دخله في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008. وتمتنع سلطات سجن «إيفن» عن إعطاء معلومات عن حال ديراخشان. وأورد بحث ل «جمعية الدفاع عن الصحافيين»، أن خمسة صحافيين إيرانيين يقضون فترات عقوبة متفاوتة بالسجن، منذ بداية كانون الأول(ديسمبر) 2008.