أسفر هجوم نفذه انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مكتب قناة «العربية» في بغداد أمس عن مقتل أربعة أشخاص وجرح 16 آخرين معظمهم من حراس المكتب. وفي كربلاء، قتل نحو 20 شخصاً وجرح أكثر من 55 آخرين في انفجار سيارتين مفخختين عشية زيارة النصف من شعبان التي تشهد توافد مئات الآلاف من الزوار الشيعة على المدينة. ونقلت وكالة «رويترز» عن رئيس مجلس محافظة كربلاء محمد الموسوي أن الانفجارين وقعا على الطريق بين كربلاء ومدينة النجف. ونجح انتحاري يقود سيارة تحمل شعار شركة «كورك» للاتصالات في تجاوز أربع نقاط تفتيش تشرف عليها القوات الأمنية العراقية في منطقة الحارثية التي تقع فيها مكاتب زعيم «القائمة العراقية» رئيس الوزراء السابق إياد علاوي ومنازل عدد من قياديي كتلته، إضافة إلى عدد من الشركات. وكان مكتب «العربية» تلقى تهديدات قبل نحو شهر، ما أدى إلى إغلاقه لأيام. وأعلنت الشرطة أنها تعرّفت إلى هوية الانتحاري الذي كان يقود السيارة المفخخة، مشيرة إلى أنه «عراقي من مواليد 1982 يعمل في شركة كورك للاتصالات»، وهي شركة كردية مقرها أربيل. ونقلت «العربية» عن مدير مكافحة المتفجرات اللواء جهاد الجابري أن «الانفجار وقع جراء هجوم انتحاري بسيارة مفخخة كانت تحمل نحو 128 كلغ من مادة نترانت الامونيا، وأحدث حفرة قطرها ثلاثة أمتار ونصف المتر عمقها 120 سنتم». وتضاربت المعلومات أمس عن طريقة اختراق الانتحاري نقطة التفتيش الأولى على مسافة 100 متر تقريباً عن مكتب القناة، إذ أدلى أحد مراسلي «العربية» بمعلومات عن اجتياز الانتحاري نقطة التفتيش الأولى التي تشرف عليها شركة أمنية مختصة بحجة الوصول إلى أحد مواقع شركة الاتصالات التي يعمل لديها بعد خضوعه لتفتيش دقيق، قبل أن يغادر المكان ويعود بعد عشر دقائق بسيارة مطابقة للأولى لكنها مفخخة. لكن الناطق باسم العمليات في بغداد اللواء قاسم عطا رفض تأكيد هذه المعلومات. وأشار إلى أن «التحقيقات ما زالت في بدايتها، وتم التحفظ عن عناصر الشركة الأمنية لمعرفة كيفية اختراق الانتحاري للنقطة». ويعاني الوسط الصحافي العراقي من عمليات استهداف، يقول نقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي إنها تصدر من جهات متباينة وبمستويات مختلفة. وتشير إحصاءات النقابة إلى سقوط نحو 250 إعلامياً بوسائل مختلفة منذ عام 2003، فيما تشير تقارير «مرصد الحريات الصحافية» إلى تعرض مئات الصحافيين لعمليات تهديد وتهجير ومحاولات اغتيال، إضافة إلى اعتداءات رجال أمن خلال تغطياتهم الإخبارية. وكانت وسائل إعلام محلية تحدثت فور وقوع الاعتداء عن إصابة نائب رئيس الوزراء السابق القيادي في «القائمة العراقية» سلام الزوبعي في الانفجار ونقله إلى مستشفى. وأكدت مديرة مكتب زعيم «العراقية» انتصار علاوي ل «الحياة» أن مكتب علاوي ومقر إقامته في الحارثية «لم يتعرضا لأي أذى»، مشيرة إلى أنه «قام على الفور بزيارة مكتب قناة العربية ونقل التعازي إلى عائلات الضحايا وبعث ببرقية إلى القيمين على القناة». واستبعدت أن يكون الانفجار استهدف علاوي، «على رغم التهديدات الأخيرة التي تعرض لها». واعتبرت أن الحادث «يأتي ضمن مسلسل لاستهداف القنوات الإعلامية والصحافيين في العراق». وكان الناطق باسم عمليات بغداد كشف «وثائق سرية حصلت عليها القوى الأمنية تشير إلى استهداف «القاعدة» وسائل الاعلام والقنوات الفضائية والصحافيين والإعلاميين».