أكدت وزارة العدل العراقية أن أربعة معتقلين فروا من سجن بغداد المركزي «كروبر» بعد أيام من تسلم الحكومة إدارته من القوات الأميركية، ليسوا قياديين في تنظيم «القاعدة»، مشيرة إلى أنهم من صغار عناصر التنظيم ومتهمون بتنفيذ عمليات ضد القوات الأميركية. وكانت مصادر أمنية أكدت أن الفارين الأربعة هم «وزيران» في «دولة العراق الإسلامية» التي تضم تنظيمات على رأسها «القاعدة»، إضافة إلى قياديين ميدانيين في التنظيم. لكن وكيل وزارة العدل المسؤول عن إدارة السجون بوشو إبراهيم نفى ل «الحياة» أن يكون بين الفارين مطلوبون خطيرون، مؤكداً أن «أعمارهم تتراوح بين 20 و21 سنة، وهم متهمون بتنفيذ عمليات إرهابية ضد القوات الأميركية، وليسوا من قيادات القاعدة». وأشار إلى أن لجنة موسعة تحقق في فرار المعتقلين الأربعة الأسبوع الماضي واختفاء مدير السجن عمر الدليمي منذ ذلك الحين. وقال إن «اللجنة تضم في عضويتها ممثلين لدائرة الإصلاح التابعة لوزارة العدل وممثلاً لدائرة الاستخبارات وممثلين لوزارتي الداخلية والدفاع، ويشرف عليها مكتب رئاسة الوزراء، وهي تواصل عملها في البحث والتقصي للوصول إلى نتائج تكشف مخططات عملية الفرار إلى جانب تحديد النقاط الاستراتيجية في البحث عن المعتقلين الفارين». وعما تردد عن تدخل مجلس الوزراء في عمل وزارة العدل من خلال إعادة هيكلة إدارات السجون، شدد على أن «عملنا مستقل ومجلس الوزراء لا يتدخل في شؤوننا، ولم يصدر أي قرار عن الحكومة الحالية بخصوص إعادة هيكلة السجون، لكننا نحرص على تقديم كشوف تفصيلية توضح أداء الوزارة إلى مجلس الوزراء للإطلاع على خطط العمل». واعتبر أن «المشكلة الحقيقية التي تواجهنا هي قلة مراكز التوقيف في عموم المحافظات، ونأمل في بناء مراكز توقيف جديدة لاستيعاب أعداد الموقوفين لحين استكمال الإجراءات القانونية بحقهم». وأضاف أن «غالبية نزلاء السجون موقوفون بانتظار استكمال التحقيقات معهم للبت في قضاياهم في شكل نهائي». ولفت إلى أن «المعتقلات التي تسلمتها الوزارة من القوات الأميركية تزيد طاقتها الاستيعابية على 9 آلاف معتقل، إذ تبلغ الطاقة الاستيعابية لسجن التاجي 5 آلاف معتقل في حين يشغله 3500 نزيل، فيما تبلغ الطاقة الاستيعابية لسجن بغداد المركزي كروبر 4500، ويشغله حالياً نحو ثلاثة آلاف معتقل». وقال إن «الوزارة تقوم حالياً بإعادة تأهيل بعض السجون والمعتقلات لتتناسب وأعداد المعتقلين إلى جانب تجهيزها بالمستلزمات الصحية كافة»، مشيراً إلى «تشييد سجن كبير في مدينة بابل يتسع لخمسة آلاف معتقل». وكان مصدر حكومي أعلن في تصريحات صحافية أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي «أوعز بإعادة هيكلة وترتيب إدارات السجون إثر فرار مدير سجن الكرخ (كروبر سابقاً) مع قيادين في تنظيم القاعدة». وأضاف أن «هناك مشكلة حقيقية في إدارة السجون العراقية تتطلب دراسة جديدة لأوضاع الإدارات فيها، خصوصاً بعد فرار مدير السجن المتورط بفرار وزيري الداخلية والمالية لما يسمى بدولة العراق الإسلامية». يذكر أن قيادة المعتقلات الأميركية سلمت معتقلي بوكا في البصرة والتاجي في بغداد إلى الحكومة في إطار اتفاق سحب القوات الأميركية من العراق.