انفجر أمس، الوضع الأمني على نحو غير مسبوق في مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين شرق صيدا (جنوبلبنان)، على خلفية إشكال فردي وقع قبل عشرة أيام. وأدت اشتباكات اندلعت بشكل مفاجئ إلى مقتل 8 أشخاص بينهم قائد «كتيبة العودة» أحمد رشيد وإصابة أكثر من 10 أشخاص بجروح. وأوضح قائد «كتائب شهداء الأقصى» العميد منير المقدح، «أن إشكالاً فردياً وقع منذ عشرة أيام، وحاول كل الأطراف العمل على تطويقه ولكن جهودهم باءت بالفشل». ووقع الاشتباك بين مجموعة من «أنصار الله»- مجموعة جمال سليمان وبين «مجموعة أحمد رشيد (المعروفة ب «كتيبة العودة»). واستمرت لأكثر من ساعة ونصف الساعة، واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة والقذائف الصاروخية. ونفت حركة «فتح» في بيان علاقتها برشيد، موضحة أنه «من أتباع القيادي المفصول من «فتح» محمد دحلان». وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ثمانية أشخاص هم، الإخوة أحمد رشيد ورشيد رشيد ويوسف رشيد، محمد قطيش، محمد السوري، أبو يوسف المعطي (توفي لاحقاً متأثراً بجروحه)، أبو صالح ابن راسم عائلة وحسن مشعل. وبين القتلى سوريون إلى جانب فلسطينيين. وعرف من الجرحى: محمد زيدان، مصطفى نحال ويوسف عدوان. وتوزع المصابون على مستشفيي الهمشري في مخيم عين الحلوة ولبيب الطبي في صيدا. واستنكاراً لمقتل أحمد رشيد وشقيقيه، أقدم أقاربهم على قطع الطريق وإشعال إطارات السيارات استنكاراً. وتدخلت الفصائل الفلسطينية لحل الاشتباك الدموي بالتنسيق مع الجيش اللبناني الذي فرض طوقاً أمنياً حول المخيم خوفاً من توسع الاشتباك إلى خارجه. وشهدت الطرق إليه حركة مستمرة لسيارات الإسعاف تنقل الضحايا إلى المستشفيات. وتكثفت الاتصالات لإعادة الأمور إلى طبيعتها. وأوضح المقدح أن «الأمور تتجه نحو التهدئة بعد سيطرة انصار الله» على مقر رشيد. واستنكر الرئيس السابق لبلدية صيدا عبد الرحمن البزري اشتباكات مخيم المية ومية، معتبراً أن «هذه الأحداث لا تخدم الفلسطينيين وقضيتهم، وتسيء إلى الاستقرار في منطقة صيدا ومخيماتها». وأشار إلى «الوثيقة الموقعة بين مختلف القوى الفلسطينية التي ترفض اللجوء إلى العنف واستخدام السلاح، لذا وجب الإسراع في استيعاب تداعيات هذه الاشتباكات ومنع تكرارها واحتوائها والعمل على تثبيت الهدوء». واتصل للغاية ذاتها مع مسؤولي الفصائل والقوى الفلسطينية لمتابعة مجريات الأحداث.