تصل الممثل الأعلى للشؤون السياسية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إلى القاهرة مساء غد، لمناقشة استعدادات السلطات المصرية للانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل، كما يتوقع أن تلتقي المرشحين البارزين وزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسي ومؤسس «التيار الشعبي» حمدين صباحي اللذين التقيا أمس وفد حكماء الاتحاد الأفريقي. وفي وقت أعلنت السلطات أن توكيلات تأييد المرشحين تجاوزت 350 ألفاً حتى أمس، أفادت حملة السيسي بأنه حصل منها على نحو 300 ألف توكيل، ولا تزال الحملة تتلقى مزيداً من توكيلات المؤيدين التي سيحملها السيسي مع أوراقه إلى اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات قبل نهاية الأسبوع، ليتقدم رسمياً بأوراق ترشحه. وبدا أن السيسي يسعى إلى إظهار تنوع خريطة مؤيديه، فعرضت حملته صوراً للقاء عقده مع ممثلي قبائل في غرب البلاد ومجموعة من المعاقين بعد أيام من لقاء مع نوبيين. وحصل السيسي على دعم حزب «الوفد» الذي كان حل ثالثاً في الانتخابات البرلمانية الماضية بفارق كبير عن حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية ل «الإخوان»، وحزب «النور» السلفي اللذين تصدرا النتائج. كما أن عمرو موسى الذي أعلن «الوفد» دعمه في الرئاسيات الماضية حل خامساً. ومن الأحزاب التي أعلنت دعمها السيسي أيضاً «المصريين الأحرار» الذي أسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس، و «المؤتمر» الذي كان أسسه عمرو موسى، و «التجمع» اليساري، و «العربي» الناصري، فيما أعلنت أحزاب «الدستور» و «الشيوعي المصري» و «التحالف الاشتراكي» و «الكرامة» دعمها حمدين صباحي. ويتوقع إعلان حزب «النور» السلفي دعمه السيسي، وهو الاتجاه نفسه الذي يقترب منه «الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي» الذي حل رابعاً في التشريعيات الماضية، ويندرج بين صفوفه رئيس الحكومة السابق حازم الببلاوي ونائبه زياد بهاء الدين. والتقى المنسق العام لحملة السيسي محمود كارم شيوخ قبائل في محافظة شمال سيناء سلموه أكثر من ثلاثة آلاف توكيل لدعم وزير الدفاع السابق. وتكتسب شمال سيناء أهمية بالنسبة إلى السيسي، إذ أنها المحافظة التي تنشط فيها الجماعات المسلحة، وصوتت بكثافة ل «الإخوان المسلمين» في الاستحقاقات الماضية. وكان رئيس «الوفد» السيد البدوي أعلن في مؤتمر صحافي أمس دعم حزبه السيسي مرشحاً للرئاسة، مطالباً إياه ب «احترام حقوق الإنسان، وتوفير كل متطلبات المواطن المصري، وتحويل الدستور إلى برنامج عمل وطني، وأن يكون ذلك على قمة أولويات برنامجه الانتخابي». وقال إن «الحزب لن يقف صامتاً أمام السيسي لو انتهك وعوده تجاه الوطن». ورحب رئيس الهيئة الاستشارية لحملة السيسي عمرو موسى بالقرار، وقال: «أحيي قرار الهيئة العليا لحزب الوفد بتأييد ترشح المشير السيسي في الانتخابات الرئاسية، وأدعو جميع المؤيدين إلى العمل سوياً بتناغم وتكامل». في المقابل، حصل حمدين صباحي على تقرير طبي يفيد بأنه «لا يوجد مانع طبي يحول دون قيامه بمهام رئاسة الجمهورية»، وفقاً لبيان أصدرته حملته أمس. وأوضح الناطق باسم الحملة عمرو بدر ل «الحياة» أن صباحي «سيتقدم بأوراق ترشحه إلى لجنة الرئاسيات الأسبوع المقبل، بعدما أوشكنا على الانتهاء من جمع التوكيلات المطلوبة للترشح». وأكد بدر أنه «تم الترتيب للقاءات يعقدها صباحي مع قوى مجتمعية واسعة ستجرى بالتوالي في الأيام المقبلة»، لافتاً إلى أن «بعض تلك القوى سيذهب إليها صباحي مثل نقابة الأطباء التي سيعرض خلالها على قيادات النقابة وكبار الأطباء مشروعه للصحة، وهناك لقاءات أخرى سيستقبل فيها الناس». إلى ذلك، أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي أنها لن تسمح لأي جمعية غير رسمية لم تسبق لها مراقبة أي انتخابات ماضية بمراقبة الرئاسيات. وأوضحت الوزيرة غادة والي أن لجنة الانتخابات الرئاسية اشترطت أن تقدم الجمعيات الأهلية الراغبة في مراقبة الانتخابات ما يفيد بسابقة ممارستها لمتابعة ومراقبة أي انتخابات ماضية. وأشارت إلى أن «الوزارة تسلّمت قراراً من اللجنة العليا بإصدار شهادة لمنظمات المجتمع المدني المصرية الراغبة في مراقبة الانتخابات الرئاسية والتي يتطلب إصدارها تقديم صورة معتمدة من الجهة الإدارية للائحة النظام الأساسي للجمعية وصورة معتمدة من الجهة الإدارية من آخر تقرير لمراجعة أعمال المنظمة وما يفيد بسابقة ممارسة المنظمة لمراقبة الانتخابات». وأفادت بأن «الجمعيات المجمدة أموالها ليس لها الحق في مراقبة انتخابات الرئاسة حتى ولو كان من ضمن أنشطتها متابعة الانتخابات أو دعم الديموقراطية»، موضحة أن «الوزارة مختصة بتلقي طلبات الجمعيات المصرية فقط. أما المنظمات الأجنبية فتقدم طلباتها إلى اللجنة العليا للانتخابات».