بعد منتصف ليل الأحد بقليل سمع نزلاء فندق «كمبرلاند» الواقع في منطقة ماربل آرش عند مدخل شارع أوكسفورد ستريت، صراخاً وعويلاً من الطابق السابع. وتبين لبعض الذين خرجوا إلى الأروقة أن شخصاً مجهولاً، أو أشخاص مجهولين، هاجم غرفة تنزل فيها ثلاث سيدات إماراتيات في الثلاثينات من العمر، ذكر أن أسماءهن خلود وعهود وفاطمة، بمطرقة بعدما ضبطنه وهو يحاول السرقة وفق روايات أولية. وقالت الشرطة إن المهاجم فاجأ النسوة وهن في الفراش، فيما نسب موقع صحيفة «دايلي ميرور» إلى ناطق باسم سكوتلانديارد «أن الهجوم غير عادي وأن إحدى النساء حالتها حرجة وإصاباتها خطرة في حين أن السيدتين الأخريين تعانيان من إصابات في الرأس والوجه». وقال مفتش الشرطة آندي تشالمرز: «إننا نريد الاستماع إلى كل شاهد كان في محيط الفندق بين الواحدة والثانية بعد منتصف الليل لنعرف ما جرى». وتحاول الشرطة معرفة ما إذا كان المهاجم على علاقة بالضحايا. وقالت خدمات الإسعاف إنها أرسلت ثلاث سيارات إلى الفندق (ألف غرفة) عند الساعة 1.45 صباحاً لنقل المصابات. في حين قال ناطق باسم الفندق إن «الأولوية الآن لمتابعة ما جرى ولمعرفة كيفية الحادث ونحن نساعد الشرطة في تحقيقاتها». ويعتقد بأن النساء الثلاث ثريات وكن في رحلة تسوق، وهن ثلاث شقيقات وكن في غرفة واحدة. وذكرت الشرطة أن «ثلاثة أطفال كانوا في غرفة مجاورة لحظة حصول الحادث لم يصابوا بأذى». ونُسب إلى المواطن الكويتي فالح الرشيدي، الذي يمضي شهر العسل في الطابق الأول من الفندق، قوله: «شاهدت أمرأة بلباس نوم أسود اللون وهي تصرخ بهستيريا وقد غطت الدماء رأسها ووجهها وكانت نزلت من الطابق السابع إلى الأول على ما يبدو قبل أن تسقط أرضاً مغمياً عليها». وأضاف «إنني أشعر بالخوف». وذُكر بعد ظهر أمس أن الشرطة تحاول معرفة هوية المهاجم أو المهاجمين عبر ضبط شرائط الفيديو الذي التقط صوراً لمن استخدم ممرات الفندق. ونقلت أجهزة إعلام إماراتية عن وزارة الخارجية قولها إننا «نتابع الحادث مع الشرطة عبر السفارة في لندن وأن السفير الإماراتي عبد الرحمن المطيوعي على اتصال شخصياً مع الشرطة». وقال مدير شؤون المواطنين في الخارجية الإماراتية راشد الظاهري: «إننا نتابع كذلك الحالة الصحية للمواطنات اللواتي نقلن إلى مستشفى سانت ماري في منطقة بادينغتون». ونقلت صحيفة «الخليج» عن المطيوعي «أن التكنولوجيا المتطورة في الفنادق البريطانية ستمكن الشرطة والأجهزة الأمنية المختصة في لندن من القبض على الجناة سريعاً»، موضحاً «أن الدلائل الأولية تشير إلى أن الهدف من الاعتداء هو السرقة». ونسبت الصحيفة إلى ابن خالة الضحايا بدر الأنصاري (رجل أعمال) قوله في اتصال: «سافرت بنات خالتي الأربع إلى لندن للسياحة ومعهن أطفالهن، أكبرهن خلود 36 سنة، وشقيقهن البالغ من العمر 16 سنة، وأقمن في فندق «كمبرلاند» حيث سكنت خلود مع شقيقتيها عهود (34 سنة) وفاطمة (31 سنة)، والأطفال الثلاثة في غرفة، بينما أقامت شقيقتهن شيخة 18 سنة مع شقيقهن في غرفة مجاورة، وفي الواحدة والنصف صباحاً سمعت شيخة أصوات صراخ في الممر الواصل بين الغرف، وظل الصوت يرتفع شيئاً فشيئاً، ففتحت باب الغرفة، وخرجت لاستطلاع الأمر، فوجدت شقيقاتها ملقيات أرضاً، والدماء تنزف من رؤوسهن إثر ضرب شديد تعرضن له، فتم نقلهن إلى الرعاية المركزة في حالة حرجة».