توفي فجر أمس رئيس المجلس النيابي اللبناني السابق كامل الأسعد عن عمرناهز ال 78 سنة، بعد صراع طويل مع المرض. ولد الأسعد في بلدة الطيبة قضاء مرجعيون عام 1932. والده رئيس مجلس النواب سابقاً أحمد الأسعد ووالدته فاطمة الأسعد. تلقى دراسته الابتدائية والثانوية في مدرسة الحكمة في بيروت، ثم نال إجازة في الحقوق والعلوم السياسية من جامعة السوربون في باريس عام 1952. انتخب نائبًا للمرة الأولى عن دائرة مرجعيون عام 1953، وأعيد انتخابه في الدورات اللاحقة أعوام 1957 و1961 (وذلك عندما أجريت دورة انتخابات فرعية بسبب شغور مقعد نيابي أثر وفاة والده أحمد الأسعد) و1964 و1968 و1972. ترأس المجلس النيابي لأكثر من فترة، من 8 ايار (مايو) 1964 إلى 20 تشرين الأول (أكتوبر) 1964. ومن 9 ايار 1966 إلى 22 تشرين الأول 1968. ومن 20 تشرين الأول 1970 إلى 16 تشرين الأول 1984، عندما خسر انتخابات الرئاسة أمام الرئيس حسين الحسيني، وغادر بعد ذلك لبنان إلى نيس في فرنسا وأسس فيها مكتب محاماة وظل فيها حتى عام 1987 عاد بعدها إلى لبنان. وعين وزيرًا مرات عدة. أسس مع الرئيسين سليمان فرنجيّة وصائب سلام تكتل الوسط النيابي، ولعب دوراً رئيسياً في إيصال فرنجيّة إلى رئاسة الجمهورية عام 1970، إلا إنه قاد عام 1976 الحملة النيابية المطالبة باستقالته من رئاسة الجمهورية. وفي حزيران (يونيو) عام 1970 أسس الحزب الديموقراطي الاشتراكي. ولعب دوراً مهماً في انتخاب بشير الجميّل رئيسًا للجمهورية عام 1982وساند اتفاق 17 أيار مع إسرائيل. وشارك الأسعد في الانتخابات النيابية سنوات 1992 و1996 و2000 لكنه لم يحقق النجاح، ولم تسمح ظروفه الصحية بمواصلة حملته عام 2005. تزوج من غادة الخرسا، وأنجب أحمد رئيس «تيار الانتماء اللبناني» وإيمان ومها وانفصلا بعد ذلك، وتزوج بعدها من لينا سعد، وأنجبا خليل وعبداللطيف (توأمان) ووائل. ونعاه رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وأيضاً نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان «عن عمر قضى معظمه عاملاً في حقل الخدمة العامة فكان رجل سياسة ودولة». وقال: «كان الراحل رجلاً وطنياً كبيراً وصاحب مواقف صلبة. لم يشتر ولم يبع في مواقفه اذ كان حازماً في القضايا الوطنية وكانت اسرائيل عدوه الوحيد، وكان همه الحفاظ على وحدة الوطن وسيادته واستقراره». كما نعاه الرئيس حسين الحسيني، في بيان قال فيه: «له ما له وعليه ما عليه. سواء وافقته أم خالفته، يبقى على المستوى المطلوب من رجال الدولة، أصحاب الباع الطويل في الممارسة الديموقراطيّة البرلمانيّة. بوفاته خسر لبنان كبيراً من كباره». ونعت أسرة الرئيس الأسعد «الى الشعب اللبناني فقيد الوطن الكبير» وأعلنت ان جثمانه سيشيّع الى مثواه الاخير في مقام السيدة زينب في سورية صباح غد الثلثاء، وتقبل التعازي اليوم الاثنين وبعد غد الاربعاء في منزل الراحل في تلة الخياط - قرب تلفزيون لبنان - بناية الخالدي - الطبقة الثالثة، ويومي الخميس والجمعة المقبلين في منزل نجله أحمد الاسعد في الحازمية - مار تقلا - مقابل السفارة التونسية - بناية جان مخائيل.