يُقدّر بلوغ قيمة عائدات المدفوعات الرقمية على مستوى العالم بتريليوني دولار بحلول عام 2020، استناداً إلى تقرير أعدّته شركة «ماكنزي» العالمية للاستشارات بعنوان «المدفوعات العالمية 2015: قطاع سليم يواجه ثورة رقمية»، مشيرة إلى أن المصارف «بدأت رد فعل على ذلك التوجه، باعتماد الحلول المصرفية عبر الهاتف الخليوي لتلبية متطلبات زبائنها». وأفادت بأن حلول التمكين التقني للقطاع المالي والمصرفي «باتت في طور الانتقال من مكاتب الشركات الناشئة لتحتلّ مكاناً أوسع في القطاع عموماً». ولفتت الى أن شركات مثل «باي بال» التي تُعتبر الآن من أبرز بوابات الدفع الإلكتروني عبر الإنترنت في أي مكان في العالم، القاعدة الموثوقة لمستهلكين كثر يستخدمون المنتجات المالية». وتزامن صدور تقرير «ماكنزي» مع الإعلان عن تنظيم معرض «مؤتمر جيتكس للتقنية 2016» الذي سيُفتتح في 16 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل ويستمر حتى 20 منه في «مركز دبي التجاري العالمي». ويضم الحدث معرضاً يمتد على مساحة تزيد على 110 آلاف متر مربع، ومؤتمراً لقادة تقنية المعلومات وفعالية حراك الشركات الناشئة وغيرها. ويستقطب «جيتكس» أكثر من 150 ألفاً من المتخصصين بتقنية المعلومات والاتصالات وقادة المؤسسات، ومسؤولي القطاع العام وأصحاب المبادرات والمشاريع الريادية من أكثر من 140 بلداً. ويشارك فيه خبراء عاملون في الحقل المالي والمصرفي التقني، لإلقاء الضوء على التمكين التقني للقطاع المالي والمصرفي. وقال كبير مسؤولي التقنية النائب الأول للرئيس لخدمات الدفع في «باي بال» سابقاً جيمس باريسي، إن البنوك والشركات الناشئة والشركات غير المصرفية «تعمل على إحداث ثورة في القطاع المصرفي والمالي العالمي، بالتطبيقات المتنقلة والتقنيات الشاملة وقنوات الدفع غير التقليدية». واعتبر أن الأسواق الناشئة مثل سوق منطقة الشرق الأوسط، «تتمتع بحوافز لتحريك عجلة الابتكار وتملك فرصاً متاحة لتطوير البنية التحتية المستندة إلى تقنيات الجيل المقبل، ما يؤمن لها الإمساك بزمام القيادة العالمية في ثورة المدفوعات الرقمية، مع إمداد بلايين البشر المفتقدين إلى الخدمات المصرفية بشريان حيوي يساعدهم في تسهيل مدفوعاتهم». ولفت الى أن تقرير «الاقتصاد المتنقل 2016» الصادر عن الاتحاد العالمي لمشغلي شبكات الاتصالات المتنقلة إلى دول مجلس التعاون الخليجي، «ينطوي على إمكانات واضحة في الابتكار»، مؤكداً أن الإمارات «تحقق تقدماً مستمراً لتصبح مركزاً للتمكين التقني للقطاع المالي والمصرفي». ويُظهر تقرير «الاقتصاد المتنقل»، أن «بليوني شخص يستخدمون ما لا يقل عن خدمة واحدة من 270 خدمة مالية متنقلة متاحة حول العالم»، في وقت تؤكّد الدراسات حاجة القطاع إلى «مزيد من حلول الدفع الرقمية الميسّرة. فيما لاحظ تقرير لشركة الاستشارات «باين أند كومباني» بعنوان «مستقبل المصرفية: سلوك المستهلكين وولاؤهم في القطاع المصرفي للأفراد»، أن «احتمال قيام مستخدمي الخدمات المصرفية المتنقلة المنتظمين بتغيير البنوك التي يتعاملون معها ينخفض بنسبة 40 في المئة، بينما تزداد ثلاث مرات لدى الزبائن الذين يستخدمون فروع البنوك في المقام الأول». ويطبّق 96 في المئة من البنوك في أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، «استراتيجيات شاملة للتحول الرقمي، تقوم على الحوسبة السحابية وتحليلات البيانات الكبيرة والتطبيقات المتنقلة، لإثراء تجربة الزبائن»، وفق تقرير ل «آي دي سي فايننشال إنسايتس» للبحوث وشركة برمجيات الأعمال العالمية «إس إيه بي». ويعتزم نصف البنوك في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا تعيين رئيس للرقمنة بحلول عام 2020 لدعم هذه الاستراتيجيات، استناداً إلى التقرير الذي يحمل عنوان «البنوك الجاهزة رقمياً: ما مدى جاهزية البنوك الأوروبية للعام الرقمي». ومن المقرر أن تعرض شركات عالمية عاملة في مجال المدفوعات الرقمية، أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال خلال أسبوع «جيتكس للتقنية 2016».