مع بدء العد التنازلي لانتهاء مهلة تأجيل جلسة البرلمان الثانية في السابع والعشرين من الشهر الجاري، تعالت دعوات القيادات الشيعية إلى رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي للتنازل عن ترشحه لولاية ثانية. وجدد زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر رفضه تجديد ولاية المالكي، فيما هدد زعيم «المجلس الإسلامي الأعلى» عمار الحكيم بتغيير تحالفات تياره. واعتبر الصدر الذي حصلت كتلته على 40 مقعداً في الانتخابات الأخيرة أن «عقدة العقد هي التمسك بالسلطة من قبل من ذاقوا حلاوتها». واعترف في مقابلة تلفزيونية بثتها محطة فضائية عراقية الليلة قبل الماضية، بأن «التدخل الخارجي موجود في العملية السياسية». وطالب السياسيين ب «مزيد من الاستقلال في قراراتهم خلال المفاوضات الجارية لتشكيل الحكومة»، محذراً من أن «الشعب العراقي سينفد صبره قريباً وعلى الجميع التنازل بقدر الإمكان والتحلي بالروح الوطنية لإنهاء هذه الأزمة لمصلحة الشعب العراقي». وأكد تمسكه برفض ترشح المالكي لولاية ثانية، «كون مرشح دولة القانون مرفوضاً من قبل فئة كبيرة من العراقيين». ولم يعلق على لقائه ورئيس «القائمة العراقية» إياد علاوي في دمشق الأسبوع الماضي، مكتفياً بالقول انه يتمنى أن يكون اللقاء «مثمراً وإيجابياً وأن يصب في مصلحة الشعب العراقي». وشدد الصدر الذي ترك العراق قبل ثلاث سنوات لإكمال دراسته الدينية في مدينة قم الإيرانية، على استمرار تياره في حمل السلاح. وقال إن «التيار الصدري سيبقى تياراً للمقاومة حتى الخروج التام للاحتلال من البلاد، والعمل السياسي متواصل إلى جانب العمل العسكري من أجل هذا الهدف». إلى ذلك، أعرب عمار الحكيم عن أسفه للاتهامات التي وجهت إلى «الائتلاف الوطني» بتعطيل تشكيل الحكومة. وقال في جلسة أسبوعية يعقدها في مكتبه في بغداد: «من المؤسف أن نتهم بتعطيل تشكيل الحكومة، مع اننا أبدينا المرونة الكاملة وانفتحنا على الخيارات الرحبة والواسعة وقلنا أيها القادة وأيها الساسة إن أردتم وأصررتم على مرشحين فلنأخذ المرشحين إلى الساحة الوطنية (البرلمان) وكل من يحظى بفرصة أكبر ينسحب الآخرون لصالحه، وان أردتم نسحب كل المرشحين ونذهب ونرتب لبدائل أخرى، وان أردتم نفكر بمرشح تسوية، وان شئتم قدموا بدائل لننظر فيها وندرسها ونتعامل معها بإيجابية». وتساءل: «أي مرونة أكثر من ذلك وأي خيارات أوسع من الخيارات التي نطرحها؟». وأضاف الحكيم الذي حصلت كتلته على 20 مقعداً في الانتخابات، أن «البعض يرى أن التعطيل هو أننا لم نجر خلف الرجل الواحد، وحينما نجري خلف الرجل الواحد نكون قد ساعدنا في ذلك، أما أن نتوقف عند ذلك، فهو يعني تعطيل تشكيل الحكومة، ولا يُسأل الرجل الواحد لماذا لا يتنازل ويعطي الفرصة لغيره؟». وتابع: «لقد ضاقت الصدور وملّ الناس من التأخير والتسويف وعلى جميع السياسيين أن يتحلوا بالواقعية وأن يلتزموا باستحقاقات الديموقراطية، لذلك أخاطب المتصلبين وأطالبهم بسحب ترشيحهم وفسح المجال لتشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن بما يلبي طموحات المواطنين العراقيين». واعتبر أن «عدم استجابة البعض لهذا النداء سيجعل الخيارات مفتوحة لأي خطوة من شأنها أن تساعد على الإسراع في تشكيل الحكومة»، محذراً من خطوات قد يقدم عليها حزبه أو «الائتلاف الوطني» لتغيير تحالفاتهما. وقال: «لا مجال للعتب من أي كان حينما تنفتح الخيارات»، مشيراً إلى إمكان «تشكيل حكومة بأقل الاطراف، ولايمكن أن يبقى البلد معطلاً والشعب مشدوداً لرغبات التشبث بالموقع من قبل هذا أو ذاك». من جانبه، دعا نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن القادة السياسيين العراقيين إلى تشكيل حكومة شاملة. وقال في بيان نشر على موقعه الإلكتروني إن ذلك «جاء خلال اتصالين هاتفيين مع رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس القائمة العراقية إياد علاوي الخميس» الماضي. واضاف البيان أن بايدن «جدّد دعوته إلى تشكيل حكومة شاملة»، كما أشار إلى أن «الولاياتالمتحدة تتوقع أن تتمكن الائتلافات العراقية الأربعة الفائزة من القيام بدور فعال في عملية تشكيل الحكومة الجديدة».