أثار نبأ بثّته وكالة «الأناضول» الرسمية التركية للأنباء، أفاد بمقتل قائد الجناح العسكري في «حزب العمال الكردستاني» باهوز إردال، المُلقب بفهمان حسين، سجالاً واسعاً حول صحة الخبر، خصوصاً مع تأخّر «الكردستاني» في التعليق عليه رسمياً، نفياً أو تأكيداً. كما أن ملابسات «قتله» أثارت علامات استفهام وسيناريوات استحضرت «مغامرة» اعتقال زعيم الحزب عبدالله أوجلان في نيروبي عام 1999. وإردال هو أبرز المطلوبين في تركيا، إذ تعتبره الحكومة المسؤول الأول عن غالبية الهجمات التي شنّها الحزب في جنوب شرقي البلاد، ومهندس حرب المدن والشوارع التي خاضها «الكردستاني» ضد الجيش التركي خلال الأشهر التسعة الماضية، والتي أدت إلى مسح قرى وأحياء كاملة. وذكرت «الأناضول» أن «مجموعة ثوار تل حميس» «زفّت إلى تركيا نبأ مقتل باهوز في منطقة تل حميس بمحافظة الحسكة شمال شرقي سورية، خلال عملية خاصة». وأعلنت رئاسة الأركان التركية أنها تحقّق في الموضوع. لكن نائب رئيس الوزراء التركي ويسي كايناك، تحدث عن «أنباء تفيد بمقتل باهوز في تفجير استهدف سيارته في سورية». ونقل موقع «ديكان» المعروف بقربه من الأكراد في سورية، عن مصدر في «الكردستاني» إن إردال ما زال حياً، ويمارس نشاطه المعتاد في شمال العراق. وكان الموقع نسب إلى مصادر في «حزب الاتحاد الديموقراطي» قولها إن إردال ليس في سورية، بل في جبال قنديل شمال العراق. ورجّحت مقتله، إذا كان خبر «الأناضول» صحيحاً، في العراق لا سورية. وتكهّنت بسعي الحكومة التركية إلى تغيير معلومات، من أجل إثبات «تورط قوات الحماية الكردية في سورية، المدعومة من واشنطن، بعلاقة عضوية قوية مع حزب العمال الكردستاني المُدرج على قوائم الإرهاب الأميركية، بسبب عملياته في تركيا». كما شكّك الموقع في وجود جبهة باسم «ثوار تل حميس»، متسائلاً: «لماذا يفرح ثوار سوريون بقتل كردي تركي، ولماذا يستهدفونه أصلاً»؟ واعتبر محللون أتراك أن مقتل إردال، إذا كان صحيحاً، سيشكّل ضربة قوية ل»الكردستاني»، إذ يُعتبر من الصقور المتشددين في الحزب. وأشاروا إلى أن ذلك قد يمهّد لاستئناف الحوار بين أنقرة والحزب، ولكن وفق شروط جديدة، بعدما تلقى «الكردستاني» ضربات موجعة من الجيش التركي خلال الأشهر الستة الماضية. لكن التحليلات لم تغفل أيضاً احتمال أن يكون إردال قُتل في إطار «معلومات استخباراتية قدّمها جهاز الاستخبارات السورية لنظيره التركي، أو لطرف نفّذ المهمة، عربون تعاون جديد من أجل إصلاح العلاقات بين أنقرة ودمشق». وكان مسؤولون أتراك أشاروا إلى مساعٍ لتعديل موقف أنقرة من الأزمة السورية، كما قال الرئيس رجب طيب أردوغان في رسالة عيد الفطر إنه يعمل ل «استعادة العلاقات المقطوعة منذ سنوات، مع جهات في المنطقة».