أوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الصين يحيى بن عبدالكريم الزيد أن العشرين عاماً الماضية شهدت تقارباً كبيراً بين المملكة العربية السعودية والصين وشعبيهما وأوجدت أرضية صلبة لعلاقات مشرقة وبناءة تحقق الرخاء والتنمية للشعبين الصديقين حاضراً ومستقبلاً. وقال السفير الزيد في مقابلة صحافية أجرتها معه أمس وكالة أنباء شينخوا الصينية لمناسبة الذكرى ال20 لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين إن ما تتمتع به الدولتان من تقارب في جميع المجالات وما يحمله قائدا البلدين من مشاعر نبيلة وصادقة تجاه البلد الآخر مكن من إيجاد أرضية صلبة للعلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أنه في ما يتعلق بتطوير المجالات الكامنة لهذه العلاقات فإن المملكة حريصة كل الحرص على تنمية التبادل التجاري والعلمي والتقني، لافتاً إلى تزايد أعداد الطلاب المبتعثين إلى الصين، مما يدل على حرص البلدين على بناء علاقات التعاون وتبادل المصالح المشتركة. واستطرد السفير الزيد قائلاً: «إن المملكة والصين عضوان مهمان في مجموعة العشرين ويؤديان دوراً فعالاً في الاقتصاد العالمي، ففي حين تعد الصين اليوم مصنع العالم فإن المملكة تعد مزود مصانع العالم بالطاقة، وهذان العاملان هما أهم دعائم البلدين لمواجهة تحديات ركود الاقتصاد العالمي معاً، وذلك من خلال التعاون والتنسيق الدائم في هذا المجال». ولفت السفير الزيد إلى المشاركة السعودية في معرض شنغهاي العالمي بجناحها الذي يعد من أكثر الأجنحة شعبية في المعرض وقال إنها مؤشر على متانة العلاقات القائمة بين البلدين إذ يتطلع البلدان من خلال هذا المعرض إلى نمو أكبر في تأصيل روابط متينة بين البلدين الصديقين سواء في هذا المحفل أم في محافل قادمة. إلى ذلك، أقام سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الصين ليل أمس حفلة بمقر السفارة في بكين، لمناسبة ذكرى مرور عشرين عاماً على إقامة العلاقات الديبلوماسية بين الرياضوبكين. حضر الحفلة نائبة رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني وانق جي جن ومساعد وزير الخارجية الصيني ووها ولون والمستشار المشرف على الإعلام الداخلي في وزارة الثقافة والإعلام عبدالرحمن الهزاع وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة الصينية وأعضاء السفارة السعودية في بكين والوفد الإعلامي المشارك في فعاليات الأيام الثقافية السعودية في بكين. وألقيت في الحفلة، عدد من الكلمات، منها كلمة السفير الزيد، أشار فيها إلى أن العلاقات الديبلوماسية بين البلدين بدأت منذ عقدين لكن العلاقات بدأت بين الحضارتين منذ أكثر من ألف سنة عن طريق ممالك الصين وكانت البضائع الصينية تصل إلى مكةالمكرمة منذ القدم. وأكد السفير الزيد حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على تعزيز علاقات التعاون بين المملكة والصين مستشهداً بموقف الملك المفدى مع الصين في محنة زلزال «سيتشوان» إذ أمر بمساعدات مالية للصين تجاوزت 70 مليون دولار كما كانت الصين المحطة الأولى له بعد توليه مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية. واستعرض السفير مجالات التعاون المشتركة بين المملكة والصين، في المناحي السياسية، والثقافية، والاقتصادية، والتعليمية، مبيناً أن المميزات والخصائص المشتركة بين الشعبين الصيني والسعودي، هي «الحب للسلام والاحترام للتقاليد والتمسك بالأخلاق والحق وطيب النفوس والكرم».