عاشت مدينة دالاس الأميركية ساعات مضطربة ليل الخميس- الجمعة، بعد إقدام قناص على قتل خمسة عناصر شرطة وجرح 12 آخرين، في اعتداء عنصري استهدف رجال شرطة بيضاً رداً على قتل أحدهم رجلين من السود. وأعلنت الشرطة أنها قتلت القناص الذي قالت إن اسمه ميكا جونسون ويبلغ من العمر 25 سنة. وأفادت تقارير بأنه خدم في الجيش الأميركي في أفغانستان. وبالتزامن مع عملية مطاردة أطلقتها الشرطة طيلة الليل، انطلق الجدل حول تصاعد العنصرية في الولاياتالمتحدة، وسط تساؤلات حول وحشية رجال تنفيذ القانون في التعامل مع السود، وأيضاً السماح للمدنيين باقتناء أسلحة متطورة بسبب نفوذ لوبي السلاح. وانتهت تظاهرات سلمية امتدت من نيويورك إلى أتلانتا مروراً بشيكاغو احتجاجاً على قتل الشرطة رجلين أسودين في لويزيانا ومينيسوتا، ب «ساحة حرب» في دالاس، بعدما أقدم القناص خلال احتجاجات في المدينة على استهداف 12 شرطياً وقتل 5 منهم. وقال قائد شرطة دالاس ديفيد براون أمس، إن القناص الذي وجه النار من سطح مبنى حين كانت الشرطة تحمي تظاهرة، أبلغ مفاوضيه أنه أراد قتل الأميركيين البيض، خصوصاً الشرطيين، بعد سلسلة من عمليات إطلاق رجال الشرطة النار على أميركيين سود. وأضاف براون أن المشبوه قال إنه لا ينتمي إلى أي مجموعة. ودعا قائد الشرطة إلى الوحدة بينها وبين المواطنين بعد قتلها المشبوه بتفجيرها عبوة ناسفة خلال مواجهته. وقال براون إن «ضباط دالاس تعرضوا للأذى ونحن نشعر بالحزن ولا توجد كلمات لوصف الفظائع التي حلت بمدينتنا». وروى كيف أن المفاوضات مع المشبوه انهارت مع مرور الوقت. وأوضح قائد الشرطة أن المشبوه «قال إنه كان مستاء بسبب عمليات إطلاق النار الأخيرة التي قامت بها الشرطة، وإن استياءه تركّز على البيض وأراد قتل أناس منهم، خصوصاً عناصر الشرطة». وعلى رغم أن الشرطة قالت إن المسلح نفذ العملية منفرداً، فإنه تم احتجاز ثلاثة مشبوهين آخرين. وقال رئيس البلدية مايك رولينغز في وقت سابق، إنهم «ليسوا متعاونين إلى حد كبير». ووقف الكونغرس دقيقة صمت حداداً على أرواح الضحايا، فيما دان الرئيس الأميركي باراك أوباما الموجود في وارسو، الاعتداء ووصفه ب «الدنيء». وعلق المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الجمهورية هيلاري كلينتون تجمعاتهما الانتخابية أمس، فيما تعهد ترامب بمواجهة ما وصفه بالعلاقات المتدهورة بين السود والبيض في الولاياتالمتحدة. ووصف المرشح الجمهوري هجوم دالاس الذي أتى بعد موجة قتل أميركيين سود برصاص الشرطة، بأنه «مروّع»، لكنه أشار في بيانه المتوازن، على غير عادة، إلى «الموت المأسوي والجنوني أخيراً لرجلين أميركيين أسودين في مينيسوتا ولويزيانا». وألغى ترامب رحلة إلى ميامي بعد هجوم دالاس، كما ألغت كلينتون تجمعاً بمشاركة جوزيف بايدن، نائب الرئيس، في الجزء الذي يسكنه أبناء الطبقة العاملة في بنسلفانيا. وكتبت كلينتون على «تويتر» تعليقاً قالت فيه: «أنعى رجال الشرطة الذين قتلوا أثناء أدائهم واجبهم المقدس لحماية المتظاهرين السلميين، وأعزي عائلاتهم وجميع من عملوا معهم». وسبق هجوم دالاس إعراب كلينتون عن قلقها بشأن مقتل الأميركيين السود، إذ قالت: «خسرنا العديد من الشباب والشابات السود»، وأثنت على شعار «حياة السود لها قيمة» الذي تبنته حركة المتظاهرين.