كشفت السلطات التونسية خليةً تكفيرية مختصة في استقطاب الشبان وتجنيدهم لتنفيذ عمليات إرهابية في تونس وخارجها، فيما منعت قوات الحرس البحري عشرات الشبان التونسيين من اجتياز البحر خلسة للتوجه إلى السواحل الإيطالية. وذكرت وزارة الداخلية التونسية في بيان أن وحدات الحرس الوطني (الدرك) في محافظة سيدي بوزيد (وسط غرب) تمكنت من «كشف خلية تكفيرية من عنصرين محليين وثالث في الخارج» تعمل على استقطاب الشبان لتبني الفكر التكفيري وتحضيرهم لتنفيذ أعمال ارهابية داخل تونس وخارجها. وذلك بعد يومين من تفكيك خلية إرهابية من 7 أشخاص كان بعضهم يريد الالتحاق بتنظيم «داعش» في ليبيا «للتدرب على استعمال الأسلحة والعودة الى تونس لتنفيذ عمليات ارهابية انتقاماً للإرهابيين» الذين قُتلوا خلال الهجوم الذي استهدف مدينة بن قردان الجنوبية مطلع آذار (مارس) الماضي. وذكرت وزارة الداخلية التونسية أن العنصرين اللذين اعتُقلا ينسقان مع عنصر آخر خارج البلاد «عبر شبكة الانترنت ويتلقيان منه أموالاً لاستقطاب شبان لتبني الفكر التكفيري ثم إلحاقهم بالجماعات الإرهابية المتحصنة بالجبال أو تسفيرهم للانضمام لتنظيم داعش الإرهابي في ليبيا». في غضون ذلك، شهدت مدينة «بن قردان» القريبة من الحدود مع ليبيا حالة استنفار أمني كبرى منذ ليلة الأربعاء-الخميس وذلك إثر معلومات عن تسلل مجموعة مسلحة من 17 ملثماً إلى المدينة وتحضيرهم لتنفيذ هجوم مسلح. وأرسل الجيش آليات ثقيلة تمركزت وسط المدينة وفي مداخلها ومخارجها وفي الطريق الى الحدود، وانتشرت وحدات عسكرية وأمنية ووحدات مكافحة الإرهاب في المدينة تحسباً لأي هجوم محتمل. وعلى رغم أن مصادر أمنية أشارت إلى إمكانية ان تكون المعلومات حول تسلل المسلحين الى «بن قردان» خاطئة وناتجة من بلاغ كاذب، إلا أن عمليات التمشيط والمراقبة تواصلت في المدينة خوفاً من أن تكون في الأمر مناورة من قبل مسلحين. في سياق آخر، أعلنت وزارة الداخلية التونسية أول من أمس، أن «وحدات البحرية التابعة للحرس الوطني في ولاية صفاقس نجحت في إحباط عملية اجتياز للحدود البحرية باتجاه إيطاليا وألقت القبض على 29 شخصاً كانوا على متن المركب». وأضافت الوزارة أن أعمار المقبوض عليهم تتراوح ما بين 16 و32 سنة وجميعهم تونسيون، مشيرةً الى وجود امرأتين من بين الذين كانوا على متن المركب. وغرق السبت الماضي قارب يقل 28 مهاجراً تونسياً في البحر المتوسط قبالة سواحل ليبيا عندما كان في اتجاه جزيرة «لامبيدوزا» الإيطالية، وتتواصل عمليات البحث على جثث المفقودين بعد تمكن 12 مهاجراً من النجاة والوصول إلى اليابسة.