سيول - أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلنت سيول وواشنطن أمس، انهما ستبدآن الأحد المقبل مناورات عسكرية مشتركة، لتوجيه «رسالة قوية» الى كوريا الشمالية كي تكبح «سلوكها العدائي»، بعد اتهامها بإغراق بارجة «شيونان» الكورية الجنوبية ما أسفر عن مقتل 46 بحاراً في آذار (مارس) الماضي. وقال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في بيان مشترك مع نظيره الكوري الجنوبي كيم تاي يونغ: «هذه المناورات الدفاعية تستهدف توجيه رسالة واضحة الى كوريا الشمالية بضرورة وقف سلوكها العدائي، وأننا ملتزمان معاً تحسين قدراتنا الدفاعية المشتركة». وأعلن وزير الخارجية الكوري الجنوبي يو ميونغ - هوان أن الولاياتالمتحدة تدرس فرض عقوبات إضافية على كوريا الشمالية، رداً على إغراق البارجة. ولم يعلّق غيتس على تصريح يو، مذكراً بأن «كوريا الشمالية تخضع لأكبر مقدار ممكن من العزلة، لجهة عدد العقوبات التي فرضتها الأممالمتحدة عليها». وزاد: «هذا تحدٍ مستمر يجب التعامل معه على مر السنين، واعتقد بأن الضغوط تتصاعد ببطء على كوريا الشمالية». وانتقدت الصين، أبرز حليف لكوريا الشمالية، المناورات الأميركية - الكورية الجنوبية، معربة عن معارضتها إجراء تدريبات في البحر الأصفر بين سواحلها وشبه الجزيرة الكورية. ودفع ذلك وزارة الدفاع الكورية الجنوبية الى إعلان نقل جزء من المناورات، من البحر الأصفر الى بحر اليابان. لكن الصين نفذت مناورات استمرت يومين في البحر الأصفر، شاركت فيها مروحيات وغواصات. وشدد غيتس على أن المناورات التي ستجريها سيول وواشنطن تنفذ «قبالة السواحل الكورية وليس الصينية»، وهي مماثلة لتلك التي أجريناها على مدار عقود سابقة، ولا تنطوي على استفزاز لهم». ومناورات «الروح التي لا تُقهر»، تنفذ بين 25 و28 الشهر الجاري، وسيشارك فيها حوالى 8 آلاف جندي كوري جنوبي وأميركي، وأكثر من 20 سفينة وغواصة وحاملة الطائرات الأميركية «جورج واشنطن»، اضافة الى نحو 200 طائرة، بينها «أف-22 رابتور» التي تُعتبر القاذفة الأكثر تطوراً في العالم. وأفاد الجيشان الأميركي والكوري الجنوبي بأن قواتهما تعدّ لمناورات مشتركة أخرى في الشهور المقبلة، مخصصة في شكل رئيس للدفاع المضاد للغواصات في بحر اليابان والبحر الأصفر. وأعلن ناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ان قيادة الأممالمتحدة في كوريا الجنوبية، أبلغت بيونغيانغ أمس بإجراء التدريبات، لكن هذه حذرت من ان هذه المناورات ستزيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، معتبرة إياها مجرد تدريب على غزو أراضيها. ودعت صحيفة «مينجو جوسون» الحكومية الكورية الشمالية، «المحرضين على الحرب» الى التنبّه الى «نتائج تلك التحركات الحربية». أما غيتس فأعلن انه سيزور اليوم مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، المنطقة المنزوعة السلاح التي يبلغ طولها نحو 250 كيلومتراً وتفصل بين شطري شبه الجزيرة، منذ انتهاء الحرب الكورية (1950-1953). وينتشر مئات الآلاف من الجنود في محيط هذه المنطقة. واعتبر غيتس أن هذه الخطوة «تظهر التزامنا الدائم بكوريا الجنوبية» التي وصفتها كلينتون بأنها «حليف شديد الإخلاص». وكان الرئيس السابق بيل كلينتون زار المنطقة العام 1993، ووصفها بأنها «المكان الأكثر إثارة للرعب على الارض». في غضون ذلك، أوردت صحيفة «دونغ إيلبو» الكورية الجنوبية أن بيونغيانغ أعدمت رمياً بالرصاص الوزير السابق كوون هو أونغ الذي كُلّف ملف المحادثات مع سيول، بين العامين 2004 و2007. ووصلت الى طوكيو أمس الجاسوسة الكورية الشمالية السابقة كيم هيون هوي التي دينت في سيول بتفجير طائرة مدنية كورية جنوبية العام 1987، ما أدى الى مقتل 115 راكباً. وستلتقي كيم عائلات يابانيين خطفهم النظام الكوري الشمالي، تقول إن أحدهم لقّنها الثقافة اليابانية.