أجمع لبنان السياسي والحزبي والمجتمع الأهلي فيه على إدانة التفجيرات الإرهابية التي استهدفت أمن المملكة العربية السعودية، اول من امس، وأبرق رئيس المجلس النيابي اللبناني رئيس الاتحاد البرلماني العربي نبيه بري إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مديناً التفجيرات الإرهابية. كما بعث برقية استنكار مماثلة إلى رئيس مجلس الشورى السعودي عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ. وكان بري أبرق إلى المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني مستنكراً ومعزياً بضحايا التفجير الإرهابي الذي استهدف سوق الكرادة في بغداد. كما أبرق للغاية نفسها إلى رئيسي الحكومة العراقية حيدر العبادي والمجلس النيابي سليم الجبوري. وغرد الرئيس ميشال سليمان عبر «تويتر» قائلاً: «من القاع مروراً بأورلاندو إلى العراقوتركيا والكويت والقطيف وثاني الحرمين. تعددت الأوجه والإرهاب واحد. أما آن أوان اقتلاعه؟». ووصف زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري الهجمات بأنها «جبانة»، معتبراً أنها «تثبت لمن لا يزال بحاجة لإثبات أن من يقومون بهذه الأعمال الجبانة لا يمتون للإسلام ورسوله بصلة، بل إنهم في حرب مفتوحة ضد ديننا الحنيف وعلى أرض حرميه الشريفين». ودعا «كل المسلمين إلى أن يقفوا إلى جانب المملكة العربية السعودية شعباً وحكومة بقيادة خادم الحرمين الشريفين في هذه المواجهة المفتوحة بينها وبين فئة الضلال والإرهاب والفتنة»، مؤكداً «تضامني كمسلم وعربي مع المملكة وشعبها، ولا أشك لحظة في أنها ستنتصر في هذه المواجهة وأدعو الله في هذا الشهر المبارك أن يحمي المملكة والإسلام من كل عدو آثم وأن يرحم الشهداء ضحايا الإرهاب المجرم وأن يعجل بشفاء الجرحى ويمد أهلهم وأصدقاءهم بالصبر والأمان». وفي تغريدة عبر «تويتر»، قال الحريري: «إن الذين أمضوا رمضان يكذبون على الناس زاعمين أن السعودية تمول وتدعم «داعش»، مدعوون لصحوة ضمير بعد هجمات داعش الإرهابية على المملكة». السنيورة: لتبني مقترحات عملية واستنكر رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة بشدة «هذه الجرائم الإرهابية التي ترتكبها قلة ضالة ومضللّة تستوجب تجنيد كل الطاقات والإمكانات في العالم لمواجهة هذه الآفة الخطيرة والقضاء عليها. وقال السنيورة: «إن تتابع هذه السلسلة من الجرائم الإرهابية وتوزعها خلال الأيام العشرة الماضية من شهر رمضان المبارك، بين لبنانوبغداد واسطنبول ودكّا والبارحة في المدينةالمنورةوالقطيفوجدة لهو أمر جلل، كبير جداً وبكونها جميعاً تستهدف أيضاً مناطق يغلب عليها الطابع الإسلامي». وشدد على أن «المسؤولية في مواجهة هذه الموجات الإجرامية باتت جماعية عربية وإسلامية ودولية. ولا يمكن السكوت عن أولئك المجرمين»، معتبراً أن «الكلام لم يعد وحده كافياً لمواجهته بل إن الامر يتطلب إجراءات استثنائية»، داعياً إلى «تضافر جهود كل القوى لتبني مقترحات عملية تتعلق بسبل المواجهة والتصدي، وربما قد تكون منظمة المؤتمر الإسلامي مدعوة للمبادرة والاجتماع الاستثنائي بالتعاون مع الأممالمتحدة لوضع اقتراحات عملية للخروج بمقررات جماعية». ولفت السنيورة إلى «الحاجة لخطة إصلاحات في الجوانب الثقافية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية تتوخى تحقيق قدر أعلى من العدالة والاعتدال». واعتبر الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي عبر «تويتر» أن الذي «يستهدف الحرم النبوي لا حرمة له ولا دين، ونقف جميعاً صفاً واحداً في الدفاع عن أمن المملكة في مواجهة التطرف والإرهاب». جعجع: تدحض اتهامات باطلة ورأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «أن هذه التفجيرات تدحض كل ما سيق ويُساق بحق المملكة من اتهامات باطلة بتمويل الإرهاب ودعمه، لا بل تؤكد على أن المملكة تدفع غالياً ثمن محاربتها الإرهاب». وأسف إلى أن «ينتهي شهر رمضان الكريم بهذا الكم من الآلام»، آملا «أن يحمل عيد الفطر معه سلاماً وطمأنينة لمنطقتنا والعالم». وقال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان: «إن هؤلاء الذين يفترون على الإسلام ويدعون بأنهم يمثلون مصالح المسلمين، يتجرأون على مثوى رسول العالمين وقبره، هذا إن دل على شيء فإنما على أن الإسلام نفسه مستهدف من قبل هؤلاء الأدعياء، والحل الوحيد بالمزيد من تمسك المسلمين بدينهم وبالتسامح الذي يوجبه هذا الدين». ولفت إلى أن دريان «أكد لي ان دار الفتوى لن تكون إلا موئلاً للاعتدال وداعية للتحالف بين عناصر المجتمع والتمسك بلبنان دولة عربية تنتمي إلى أمتها». وأكد وزير الداخلية نهاد المشنوق «التضامن في وجه الهجمات الإرهابية»، معزياً «بالشهداء من رجال الأمن الذي يقفون سداً منيعاً في وجه الإرهاب». واعتبر أن «تجرؤ الإرهابيين على الحرم النبوي الشريف فضح لكل زيف ادعاءاتهم بتمثيل الإسلام والمسلمين، وهو استهداف للاعتدال ولدور المملكة في الدفاع عن القضايا العربية وعن المعنى الحقيقي للعروبة والمعنى الحقيقي للإسلام»، مشدداً على أن «كل هذا لن يعيد عاصفة الحزم إلى الوراء». ودانت وزارة الخارجية «الهجمات الإرهابية الغاشمة»، مجددة التأكيد «أن القوى الظلامية ومن يقف وراءها لن تتمكن من النيل من عزيمة شعوبنا التي ستتصدى بشجاعتها ووحدتها لوحش الإرهاب الذي لا يعرف حدوداً ولا يعترف بدين». واعتبرت «أن الهجمات وما تحمله من رسائل في أكثر من اتجاه، ولا سيما الإرهاب الأعمى الذي ضرب المدينةالمنورة، هدفها إثارة النعرات الطائفية والمس بالمقدسات الدينية، وهي تعيد إلى الواجهة ضرورة تكاتف دول المنطقة إزاء مسلسل إراقة الدماء وجرائم الإرهاب المتربص شراً بها». وأكدت «تضامنها الكامل مع المملكة العربية السعودية الشقيقة ودعمها للجهود التي تبذلها في تثبيت الأمن والاستقرار ودرء أي سوء قد يطاول أرضها واستقرارها». ووضع وزير البيئة محمد المشنوق في تغريدة له عبر «تويتر» التفجيرات في المملكة «في خانة الكفر بالإسلام والقيم السماوية»، معتبراً أنه «سقط القناع عن القناع». فيما ندد وزير الإعلام رمزي جريج «بالهجمات الإرهابية» التي تشكل «إساءة بالغة الى كل الدول العربية، وطعنة نجلاء في صميم كل الأديان السماوية». ورأى أن «تجرؤ حفنة الإرهابيين على المقدسات يشكل دليلاً قاطعاً على أن الدين الإسلامي براء ممن يدعون المحاربة باسمه والضرب بسيفه». ووصف دريان التفجيرات خصوصاً في جوار الحرم النبوي الشريف، ب «العدوان الإجرامي بحق كل المسلمين في العالم، وما حصل من تفجيرات هو ضد السياسة الحكيمة التي تنتهجها السعودية في مواجهتها للإرهاب المعولم الشرس والتصدي للأفكار الهدامة باسم الدين السمح». ودعا إلى «ضرورة تضافر الجهود العربية والإسلامية والدولية مع السعودية والوقوف إلى جانبها في إجراءاتها وتصديها للفكر الضال». واعتبر الوزير المستقيل أشرف ريفي أن «الاعتداءات الإرهابية تثبت أن الإسلام المعتدل الهدف الأول للإرهاب الأعمى والمشبوه، الذي يشكل الوجه الآخر للاستبداد، ولمشاريع الفتن المذهبية. ورأى النائب محمد الصفدي أن المملكة تدفع مرة أخرى «من أرواح أبنائها ثمن التصدّي للإرهاب»، مثمناً «جهود المملكة في مكافحة الإرهاب، ونعتبر أن التعاون الدولي واجب للقضاء على هذه الظاهرة». وأكد الوزير السابق فيصل كرامي أن «هؤلاء الإرهابيين ليسوا مسلمين والإسلام ونبيه براء منهم. ونقطة على السطر». وأعلنت النائب بهية الحريري «التضامن الكامل مع المملكة ملكاً وحكومة وشعباً في مواجهة الإرهاب»، معتبرة أن «الأحداث تؤكد أنه ليس للإرهاب دين ولا هوية. وكلنا ثقة بأنه بحكمة وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وتضامن الشعب السعودي مع نفسه ومع قيادته الحكيمة، وتضامن الأمة العربية والإسلامية مع البلد الحرام سيتمكن من مواجهة خطر الإرهاب واستهدافاته». وأبرق نائب «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت إلى المسؤولين في المملكة مديناً «الاعتداء على المقدسات الإسلامية وحرمة دم الإنسان البريء»، مؤكداً «أن الذين يقومون بهذه الأعمال الإرهابية هم في حرب مفتوحة ضد الدين الحنيف تستدعي التضامن والوقوف صفاً واحداً لمواجهتها». ودعا رئيس الحزب «الديموقراطي» طلال إرسلان المملكة «إلى ضرورة الاتفاق في المنطقة مع إيران وسورية والعراق لمحاربة الإرهاب بقوة». واعتبر النائب محمد كبارة أن «من يستهدف مسجداً في القطيف والحرم النبوي الشريف في المدينةالمنورة في آن، يسعى إلى شق الصف الوطني وضرب أمن المملكة واستقرارها»، مشيداً ب«يقظة الأمن السعودي». وقال النائب خالد الضاهر إن «التفجيرات تدل على أن يد الإجرام والإرهاب تستهدف أمن المملكة واستقرارها خدمةً لأهداف خبيثة»، متحدثاً عن «أبواق إيرانية وعميلة لها، تحرض وتهدد أمن المملكة والدول العربية، وعلينا مواجهة هذه الاستهدافات بالوقوف صفاً واحداً في مواجهة مشروع زرع الفوضى وضرب الاستقرار في الدول العربية». ورأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان «أن الجهة المجرمة خرجت عن كل القيم الإنسانية والأديان السماوية، واتخذت القتل مهنة لها ولا يجوز التهاون في التعاطي معها فقتالها واجب إنساني وديني». ودان شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن «بشدّة التفجيرات الإرهابية الآثمة»، معزياً «بالشهداء الذين قضوا من رجال الأمن». ورأى «أن استهداف الأماكن المقدسة «يتخطى كل المحرمات»، مشدداً على أن «المملكة قادرة على مجابهة كل التحديات». ودان «التفجير الذي طاول حي الكرادة في العراق». واعتبر مفتي الجمهورية السابق الشيخ محمد رشيد قباني أن «الجناة الانتحاريين الذين يبتغون الفتنة اليوم في المدينةالمنورة وبعض مدن المملكة العربية السعودية في جدةوالقطيف ومن يقف وراءهم ممن يحرضونهم ويستخدمونهم، هم بغاة يطبق عليهم حد الحرابة في الشريعة الإسلامية». «حزب الله»: استخفاف الارهابيين بالمقدسات ورأى «حزب الله» أن التفجيرات الانتحارية الإرهابية «استهدفت أقدس الأماكن في بلاد الحرمين الشريفين، في أقدس الأوقات، وهي مؤشر آخر على استخفاف الإرهابيين بكل مقدسات المسلمين بما يؤكد انسلاخهم عن الأمة والدين الحنيف». وشدد الحزب على أن «ما قام به هؤلاء الإرهابيون وما قاموا به خلال الأيام الماضية من جرائم بشعة في تركياوالعراق وبنغلاديش ولبنان وغيرها، يؤكد أن هذا الوباء الخطير بات بحاجة إلى معالجة جدية ومختلفة وتضامن سياسي وشعبي واضح لاجتثاث هذا الورم الخبيث من جذوره». ودعا الدول والحكومات والمنظمات إلى «مراجعة فكرية شاملة للموقف من الإرهاب». واعتبر المكتب السياسي لحركة «أمل» أن «الجرائم الإرهابية الدموية المنظمة الأخيرة قصدها «إخضاع المنطقة وتفكيكها وإخضاعها لمخططات حرب السيطرة على مواردنا البشرية والطبيعية».