اكد محمد عبريني الذي يشتبه بتورطه في اعتداءات تشرين الثاني (نوفمبر) في باريس وآذار (مارس) في بلجيكا، في جلسات الاستماع الاولى لافادته ان صلاح عبد السلام تولى نقل كل الجهاديين الذين شاركوا في هجمات العاصمة الفرنسية الى "مخابئ"، وفق ما ذكرت وكالة الانباء البجيكية (بيلغا). ونقلت الوكالة عن محاضر جلسات استماع اطلعت عليها شبكة التلفزيون الفلمنكية "في تي ام نيوز"، قول عبريني للمحققين البلجيكيين في نيسان (ابريل) الماضي "ما اعرفه" هو ان صلاح عبد السلام كان يتولى نقل "كل الاشخاص تقريبا المتورطين في اعتداءات باريس والقادمين من سورية". واضاف "اعرف ان صلاح كان يذهب لإحضار هؤلاء الاشخاص ووضعهم في المخابئ" التي انطلق منها منفذو اعتداءات باريس التي اودت بحياة 130 شخصا وادت الى سقوط مئات الجرحى. وتابع عبريني الذي اعترف بأنه "الرجل ذو القبعة" الذي شوهد في لقطات كاميرات المراقبة في مطار بروكسيل في 22 آذار (مارس) قبيل تفجير الانتحاريين سترتيهما "اعرف ذلك لانني نمت في الشقق التي كانوا موجودين فيها وتعلمت الكثير فيها". وقتل 32 شخصا في مطار ومترو بروكسيل. ويشتبه بأن عبريني الذي اوقف في الثامن من نيسان (ابريل) لعب دورا اساسيا في اعتداءات بروكسيل وفي الاعداد لاعتداءات 13 تشرين الثاني (نوفمبر) في باريس. وقد صدرت بحقه مذكرة توقيف اوروبية وسيسلم الى السلطات الفرنسية. لكن القضاء البلجيكي اكد ان هذا الامر لن يتم "فورا". ومن المتوقع ان تصدر المحكمة الجنائية في بلجيكا اليوم (الثلثاء) حكمها في قضية الخلية التي تم كشفها مطلع 2015 في مدينة فيرفييه وتصفها هيئة الاتهام بانها "مسودة" المجموعات المسلحة التي نفذت اعتداءات باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وسيبدأ رئيس المحكمة بيار هندريكس تلاوة الحكم عند الساعة التاسعة (7.00 ت غ). وبعد محاكمة استمرت اسبوعين ونصف الاسبوع، طلب المدعي الفدرالي برنار ميشال في 19 ايار (مايو) عقوبات بالسجن لمدد تتراوح بين عشر سنوات و18 عاما على اربعة رجال يعتبرهم "قادة" هذه الخلية التي اصبح زعيمها عبد الحميد اباعود المنظم لاعتداءات فرنسا. واباعود البلجيكي المغربي البالغ من العمر 27 عاما، قتل بعد خمسة ايام من الاعتداءات في عملية دهم للشرطة الفرنسية في ضاحية سان دوني الباريسية. ويرى المدعي انه لا شك في ان الخلية كانت لديها خطة لارتكاب "عمل ارهابي عنيف" وان الهدف يبقى غامضا. واضاف خلال جلسات المحاكمة "انها الدولة الاسلامية التي تقوم بتصدير نفسها الى بلجيكا واوروبا". واعتقل رجل ثالث يدعى مروان البالي في المنزل في فيرفييه. وقد احيل على المحكمة الجنائية مع 15 رجلا آخرين يعتقد انهم اعضاء في هذه المجموعة، بينهم تسعة يحاكمون غيابيا. وطلب ميشال عقوبة السجن 15 عاما للبالي معتبرا انه تولى "طوعا" مهمة العمل اللوجستي التي كلف بها. الا ان محاميه طلب تبرئته ونفى ان يكون فتح النار على رجال الشرطة. كما اكد انه لم يجر اي اتصال مع عبد الحميد اباعود احد قياديي تنظيم الدولة الاسلامية وكان يدير الخلية من اليونان. وطلب محامي صهيب العبدي الذي اقر بانه "مزور" الخلية، عقوبة بالسجن "اقل من خمس سنوات" لموكله، بينما تعتبر النيابة دوره اكبر من ذلك وطلبت معاقبته بالسجن 16 عاما. اما محامي محمد ارشاد الذي يعتبر الخبير اللوجستي الرئيسي، فقد طلب تبرئة موكله من محاولة شن اعتداءات واعتباره عضوا وليس قياديا في المجموعة. لكن النيابة طلبت عقوبة السجن 18 عاما له. واخيرا، اكد محامي عمر دعماش المتهم بانه شكل "محطة" للعصابة في اثينا، براءة موكله بينما طلبت النيابة انزال عقوبة السجن عشر سنوات فيه. كان المدعي العام اكد خطورة "العائدين" من هؤلاء الجهاديين من سورية بمهمة شن عمليات على الاراضي الاوروبية. وقال ان "الخبراء اللوجستيين مثل محمد عبريني، الذي اتهم بسبب دوره في اعتداءات باريس ولكونه الرجل الثالث في مطار بروكسيل، لا يترددون في تنفيذ الهجمات بانفسهم". وذكر خصوصا نجيم العشوراي الذي قد يكون صانع المتفجرات في اعتداءا باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الذي فجر نفسه في بروكسيل في 22 آذار (مارس) في اعتداءات بروكسيل (32 قتيلا). واضاف "رأينا في باريسوبروكسيل ما هي فائدة" بيروكسيد الاسيتون المتفجرات المفضلة لدى تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) التي عثر على مكونات لها في فيرفييه. وبعد ثلاثة اشهر على اعتداءات 22 آذار (مارس) ما زالت بلجيكا تعيش تحت تهديد اعتداءات جديدة. وقد اوقف رجلان في فيرفييه وتورناي (غرب) في 25 حزيران (يونيو) واتهما "بالمشاركة في نشاطات مجموعة ارهابية". وقبل اسبوع اتهم ثلاثة رجال بمحاولة القتل في اطار عملية اخرى لمكافحة الارهاب جرت خلالها عشرات من عمليات الدهم. لكن ايا من المداهمات الاخيرة لم تسمح بالعثور على اسلحة او متفجرات. وما زال مستوى التأهب لمواجهة الارهاب في بلجيكا مرتفعا (الدرجة الثالثة في سلم من اربع درجات).