تشهد دول في الخليج حالة استنفار وتأهب تحسباً لاعتداءات إرهابية قد يشنها تنظيم «داعش» خلال العيد في محاولة لضرب الاستقرار، والتأكيد على أن حملة التحالف الدولية على مواقع «الدولة» لن تؤثر في قدراته الهجومية على أهداف مختلفة في المنطقة. وأحبط الأمن السعودي أمس ثلاثة تفجيرات ارهابية استهدفت أولها القنصلية الأميركية في جدة، وآخر مسجد الشيخ فرج العمران في القطيف والثالث مقراً أمنيا قرب الحرم النبوي في المدينةالمنورة. واسفرت التفجيرات عن مقتل المنفذين وسقوط بعض الجرحى من الأمن والأهالي. وذكرت قناة «العربية» ان رجلي امن قتيلا في حادث المدينةالمنورة. وبدأت الكويت أمس، التدقيق المشدد عند منافذها الحدودية مع العراق والسعودية، بعد كشف خلايا لتنظيم «داعش» كانت تخطط لاستهداف منشآت أمنية وتفجير أحد المساجد الجعفرية. وتأتي هذه التطورات بعدما تفقد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح الوضع الحدودي مع العراق قبل يومين من كشف المخططات الإرهابية. وفي وقت وسعت الأجهزة الأمنية مراقبتها المواقع الحساسة، كشفت وزارة الداخلية الكويتية في بيان إحباط ثلاثة مخططات إرهابية كانت تحاول «استهداف أمن البلاد»، والقبض على عناصرها المرتبطة ب «داعش». وقال مسؤول أمني كويتي ل «الحياة» أمس إن بلاده تبحث عن مواطن سعودي متهم في الخلية الإرهابية «لا يزال متوارياً عن الأنظار»، وأكد في الوقت نفسه تشديد الإجراءات الأمنية في المنافذ الحدودية مع السعودية والعراق هذه الفترة. وأوضح البيان أن القضية الأولى تشمل ضبط المتهم الإرهابي طلال نايف رجا (كويتي الجنسية) قبل تنفيذ جريمته لتفجير أحد المساجد الجعفرية في محافظة حولي، إضافة إلى أحد منشآت وزارة الداخلية. وأضافت أن المتهم اعترف بمبايعته تنظيم «داعش» الإرهابي، وتلقيه تعليمات من أحد قياديي التنظيم في الخارج، وعقده العزم على تنفيذ العملية الإرهابية أواخر شهر رمضان أو أول أيام عيد الفطر. كما تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط وإحضار المتهم من الخارج ويدعى علي محمد عمر (كويتي الجنسية)، ووالدته المتهمة حصة عبدالله محمد (كويتية الجنسية). وأوضحت أن عمر ووالدته أقرا في اعترافات كاملة بانضمامهما إلى «داعش» وبتحريض من الأم، التي دفعت أولأ ابنها الأصغر عبدالله محمد عمر لينضم إلى التنظيم حتى قتل بأحد المعارك في العراق. وأضافت أنه بعد وفاة شقيق المتهم عبدالله قطع أخوه علي دراسته في بريطانيا، حيث كان يتلقى تعليمه في كلية هندسة البترول هناك، وانضم إلى «داعش»، وتوجه مع أمه إلى الرقة، وعمل هناك مسؤولاً عن تشغيل حقول النفط والغاز. وذكرت الوزارة أن الأم كانت تدرس زوجات الإرهابيين وأبناءهم وتحفزهم نفسياً وفكرياً. وفي قضية أخرى، قالت أجهزة الأمن الكويتية إنها تمكنت من ضبط خلية إرهابية تنتمي إلى التنظيم الإرهابي، تضم مبارك فهد مبارك (كويتي)، وعبدالله مبارك محمد (كويتي)، وخليجياً (لا يزال هارباً)، وآخر من الجنسية الآسيوية. وأضافت أن الأجهزة الأمنية ضبطت معهم سلاحين رشاشين من نوع كلاشنيكوف، وذخيرة وطلقات حية، وعلم «داعش»، مؤكدةً إقرار واعتراف المتهمين باشتراكهم بتلك الجريمة، وأن المواطن الخليجي هو من أحضر علم «داعش» من الخارج وأخفاه مع السلاح. واستنفرت أجهزة الأمن الكويتية وأعلنت شركة البترول الوطنية تعزيز إجراءات الأمن عند المنشآت النفطية بالتنسيق مع وزارة الداخلية. وفي السعودية، نقل التلفزيون الرسمي «إن انتحارياً قُتل وأصيب آخران في تفجير وقع قرب القنصلية الأميركية في جدة في ساعة مبكرة من صباح الاثنين» وفي أول تفجير يحاول استهداف أجانب في السعودية منذ سنوات. ونقل التلفزيون عن ناطق أمني قوله «إن المهاجم أوقف سيارته أمام مستشفى يقع قبالة القنصلية نحو الساعة 2.15 صباحاً وفجر قنبلته بعد اقتراب رجلي أمن منه، مما أدى إلى مقتله وإصابتهما بجروح طفيفة». وقال الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي إن منفذ هجوم جدة في العقد الثالث من العمر، وهو ليس سعودياً بل هو من المقيمين في المملكة. وأضاف التركي «أن الحزام الناسف للانتحاري لم ينفجر في شكل كامل، وعثر رجال الأمن على عدد من العبوات الناسفة في مكان الحادث، وتعامل معها رجال الحماية المدنية في شكل سريع». وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إنه علم بالتقارير التي تحدثت عن وقوع انفجار في جدة وإنه يسعى للحصول على مزيد من المعلومات من الحكومة السعودية. وأضاف أن كل موظفي القنصلية بخير. وقالت القنصلية الأميركية في بيان «إن الانفجار لم يتسبب في سقوط قتلى أو جرحى بين العاملين فيها»، وأضافت أنها والسفارة الأميركية «على اتصال بالسلطات السعودية التي تحقق في الواقعة». وفي بيان بثته وكالة «الأنباء السعودية» أن «رجال الأمن اشتبهوا في وضع أحد الأشخاص وتحركاته المريبة» عند مواقف مستشفى الدكتور سليمان فقيه مقابل القنصلية الأميركية في جدة. وأضافت الوكالة «عندما بادر رجال الأمن باعتراضه والتحقق منه والتعامل معه بما يقتضيه الموقف، بادر إلى تفجير نفسه بحزام ناسف كان يرتديه داخل مواقف المستشفى عند الساعة الثانية وخمس عشرة دقيقة بعد منتصف ليل الأحد». وأوضحت وزارة الداخلية السعودية أن ذلك أدى إلى «مقتله وإصابة رجلي أمن بإصابات طفيفة نقلا على إثرها إلى المستشفى، فيما لم يتعرض أحد من المارة أو المتواجدين في الموقع لأذى» وأشارت إلى «تلفيات في بعض السيارات المتوقفة في الموقع» فقط. وكان التنظيم أرسل أحد انتحارييه في مهمة تدميرية، حيث تم تفجير شاحنة محمّلة بالمتفجرات في حي الكرادة ببغداد الأحد.