أعلن نحو أربعين قاضياً ورجل دين مبادرة شرعية للتوسط بين «جبهة النصرة» و «جيش التحرير» بعد اقتحام الطرف الأول الذي يمثّل فرع «القاعدة» في سورية مقار الطرف الثاني المدعوم من الأميركيين في ريفي إدلب وحماة واعتقال عشرات من قيادييه وعناصره، في وقت تجدد التوتر بين المقاتلين الأكراد والقوات النظامية السورية في الحسكة شمال شرقي سورية، مع استمرار تراجع القوات النظامية والميليشيات الموالية أمام فصائل إسلامية ومقاتلة في ريف اللاذقية الساحلية. وأعلن 39 قاضياً ورجل دين «تشكيل محكمة شرعية لفصل النزاع بين جبهة النصرة وجيش التحرير»، داعين الطرفين إلى الموافقة على الوساطة بعد قيام مجموعات من «النصرة» باقتحام مقار «جيش التحرير» وهو أحد فصائل «الجيش الحر» ويتلقى دعماً أميركياً وغربياً، في ريفي إدلب وحماة، في رابع هجوم من نوعه تشنه «النصرة» على فصائل مدعومة من الدول الغربية. وإذ أعلن «جيش التحرير» قبوله الوساطة، لم يصدر حتى مساء أمس موقف عن «النصرة» التي كانت طردت «جبهة ثوار سورية» و «حركة حزم» من إدلب وحلب واصطدمت مع «الفرقة 13» في معرة النعمان التابعة لمحافظة إدلب. إلى ذلك، أفاد نشطاء معارضون بإصابة مدنيين بجروح في اشتباكات جرت بين «قوات الأمن» (اسايش) الكردية والقوات النظامية في الحسكة، حيث حوصر مدنيون في محلاتهم التجارية جراء تبادل اطلاق النار. وهذه من المرات النادرة التي تحصل فيها مواجهات بين الأكراد والقوات النظامية في الحسكة التي يتقاسم الطرفان السيطرة عليها، على بعد بضعة كيلومترات من قاعدة عسكرية أقامها الأميركيون لدعم «وحدات حماية الشعب» الكردية في معاركها ضد «داعش» شرق سورية وشمالها. في غضون ذلك، شهدت مدينة حلب ومحيطها مزيداً من الهجمات التي تشنها القوات النظامية السورية وميليشيات حليفة بهدف قطع طريق الكاستيلو وإطباق الحصار على أحياء سيطرة المعارضة في شرق حلب. لكن معارضين أكدوا فشل الهجمات الجديدة وسقوط خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين. وفيما أفيد أن الجيش النظامي تمكن من تحقيق تقدم جديد في منطقة ميدعا في إطار جهوده ل «قضم» الغوطة الشرقيةلدمشق، نجح تنظيم «داعش» في السيطرة على مواقع تابعة للنظام في ريف حمص الشرقي بوسط البلاد، كما أفيد أن فصائل معارضة حققت مزيداً من التقدم في المرحلة الثالثة من «معركة اليرموك» بريف اللاذقية الشمالي (الساحل السوري). ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» أمس عن المسؤول للأمم المتحدة في سورية يعقوب الحلو مطالبته بفتح طريق إمداد إنساني فوري وغير مشروط لإغاثة عشرات آلاف المحاصرين في أربع بلدات، محذّراً من «مجاعة». وقال الحلو المكلّف الملف الإنساني في تصريحات في دمشق إن المساعدات يجب أن تصل إلى مضايا والزبداني (يحاصرهما النظام في ريف دمشق) والفوعة وكفريا (تحاصرهما المعارضة في إدلب). وهذه البلدات محاصرة من سنة ولم تدخلها المساعدات الغذائية والطبية سوى في شكل متقطع. ودخلت آخر دفعة من المساعدات في نيسان (أبريل) الماضي. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن 16 شخصاً ماتوا في مضايا جراء الحصار في كانون الثاني (يناير) الماضي، حتى بعد السماح بدخول المساعدات إليها. وقال الحلو في تصريحاته إن الأممالمتحدة «تدعو كل الأطراف المعنيين إلى ضمان أن لا يحصل ذلك مجدداً»، كما حض على السماح بإخلاء المرضى. وأطلق ناشطون في مضايا حملة من أجل إجلاء الصحافي عبدالوهاب أحمد الذي عولج في مركز طبي جراء إصابته برصاصة الأسبوع الماضي. وكان أحمد جذب الانتباه إلى الوضع المأسوي في مضايا من خلال حملة إعلامية أطلقها في نهاية العام الماضي. وأثارت صور ومشاهد فيديو وزعها لأطفال يعانون من المجاعة في البلدة المحاصرة ضجة عالمية في ذلك الوقت.