يلقى نوع «إسبريسو» من القهوة رواجاً كبيراً في كينيا، خصوصاً بفضل المقاهي ال36 التابعة لمجموعة «غافا هاوس»، وهي النظير الكيني لمقاهي «ستاربكس»، إضافة إلى مقاهي سلسلة «آرت كافيه» البالغ عددها 15 في البلاد بينها أربعة تعمل تحت راية «دورمانز كوفي»، وهي أقدم شركات تحميص البن في البلاد. وتروي مديرة شركة «دورمانز كوفي» روزي رانا: «تساءلنا على مدى سنوات طويلة في شأن الجدوى من فتح متاجر متخصصة في القهوة في البلاد نظراً إلى أن محبيها كانوا من السياح والأجانب، فيما كان الكينيون يقبلون عليها بدرجة قليلة». غير أن هذا الزمن ولّى، وفق رانا التي تؤكد أن القهوة في كينيا «باتت تؤخذ على محمل الجد على أنها تجارة ومنتج». وتلفت إلى أن «القهوة المصنعة في بلدان شرق أفريقيا لها مذاق فريد، وهذا سبب الإعجاب الكبير بها حول العالم». وتقول: «التحميص فن وعلم (...) وتنتج منه فروق دقيقة ومذاقات. بضع دقائق يمكن أن تحدث فرقاً بين تحميص جيد وآخر سيء». يدوم التحميص المثالي لحبات البن لقهوة أرابيكا الكينية نحو 15 دقيقة على حرارة 250 درجة مئوية. وينبغي بعدها تغليف الحبات في ورق ألمنيوم لحمايتها مما يصفه مسؤول الرقابة على الجودة في شركة «دورمانز» تيم أوبيايو ب»أعداء القهوة»، أي الحرارة والضوء والرطوبة والأوكسجين. غير أن «الأخطر هو الأوكسجين، لأنه يقضي على المذاق»، على ما يقول الخبراء. وتعتبر «دورمانز» أهم شركة لتحميص البن في نيروبي لكنها ليست الوحيدة. ويؤكد أصحاب الشركات المستقلة أن التزود من شركات تحميص صغيرة يتيح الحصول على حبات البن المطلوبة محمصة ومطحونة وفق الرغبة. وبات الكينيون مستهلكين محنكين للقهوة، وبالتالي يصعب إرضاؤهم.