أمل البطريرك الماروني نصرالله صفير بأن يكون صيف لبنان هادئاً. وقام صفير أمس بجولة راعوية شملت قرى وبلدات في فتوح كسروان، هي الأولى التي يقوم بها بطريرك ماروني منذ عام 1935 حين زارها البطريرك الراحل عريضة. وكانت لصفير في كل بلدة مر بها استقبالات حاشدة ولافتات مرحبة، بدءاً من بلدة القوالة - العقيبة فبلدة زيتون وهي بلدة مختلطة يعيش فيها المسيحيون مع الشيعة وكان في استقباله النائب السابق منصور غانم البون وكاهن الرعية الأب ايلي عطالله وحشد من ابناء البلدة وألقى كلمة، شكر فيها لأبناء البلدة «هذا الاحتفال الحاشد». وقال: «انها المرة الاولى التي نزوركم فيها ولكننا نعرف انكم ناشطون وها هو مجسم الكنيسة التي تريدون ان تبنوها، والكنيسة هي بيت الله وبيت المؤمنين فيها يجتمعون لكي يعبدوا الله ليوثق روابط المحبة في ما بينهم، عرفنا انكم تعيشون في هذه البلدة مسيحيين ومسلمين وشيعة على الأخص وان بينكم تفاهماً وهذا ما نشجعكم عليه ونسأل الله ان يبقي في ما بينكم هذه العلاقات الطيبة لكي تبنوا معاً بلدتكم وتساهموا معاً في إعلاء شأن لبنان». ثم انتقل الموكب الى دير مار بطرس وبولس في العذرا ثم بلدة المرادية فبلدة يحشوش فبلدة غبالة التي رأس فيها قداس الأحد وألقى خلاله عظة قال فيها: «لو طبقت تعاليم السيد المسيح لكان العالم يعيش في طمأنينة وسلام، ولما كنا نرى الحروب تودي بحياة الآلاف من الناس وبخاصة بعد أن اخترع الإنسان الأسلحة الفتاكة التي تودي بحياة الملايين من الناس في قليل من الزمن». وأضاف: «هذه كانت رسالة يسوع المسيح في الجليل وهذه هي رسالته في كل العالم الأمس واليوم والى الأبد». وخص صفير البون بلفتة في عظته في القداس حين أشار الى قيامه بزيارة المنطقة بدعوة «من ابننا النائب السابق منصور البون». غداء البون ثم انتقل صفير إلى منزل البون الذي أقام غداءً على شرفه في مسقطه جورة بدران، حضره الرئيس السابق امين الجميل والسيدة منى الياس الهراوي ووزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ والسفيرة الأميركية لدى لبنان ميشيل سيسون والسفير المصري أحمد البديوي، فضلاً عن ممثلي سفارات غربية عدة وعدد كبير من القضاة والنواب والنواب السابقين ولا سيما حلفاء البون فارس بويز وفريد هيكل الخازن وحشد كبير من فعاليات منطقة كسروان ورؤساء بلدياتها ومستشار رئيس الجمهورية النائب السابق ناظم الخوري. ولوحظ غياب نواب «تكتل التغيير والاصلاح» الذي يتزعمه النائب ميشال عون الذي هو نائب عن المنطقة، فضلاً عن غياب «القوات اللبنانية» عن الغداء. وغابت عن الأماكن التي زارها صفير الأعلام الحزبية سواء العائدة الى مناصري عون أم مناصري «القوات» التي اكتفت برفع بعض اللافتات عند مداخل بعض القرى مرحبة بصفير ومشيدة بمواقفه. وألقى البون كلمة اعتبر فيها أن صفير منذ 24 سنة «مشى بخطى ثابتة وبقناعة راسخة لا تتزعزع، صلباً كالصخر، لا يساوم على الثوابت، مقاوماً عنيداً على طريقته يواجه العواصف والأعاصير من دون أن ينكسر، همه كنيسته وهدفه لبنان». وشدد على أن «خلاصنا جميعاً يكمن في قيام الدولة ومعكم نتلو فعل الإيمان: الإيمان بالدولة القوية السيدة على أرضها، الدولة التي تحكم بالعدل، الدولة التي تنهض عبر إنماء متوازن لجميع المناطق وتنصف هذه المنطقة، وكلنا أمل وعلى رأس الدولة اليوم الرئيس ميشال سليمان الذي يعمل بصمت وتصميم». ثم ارتجل صفير كلمة شكر فيها البون على دعوته وعلى «وجود الوجوه الطيبة من مختلف المناطق» وقال له: «نأمل بأن تبقوا الى جانب الشعب يا حبيب الشعب».