تحوّلت قافلة «الأنصار 1» التي حركتها النقابات المهنية الاردنية الى ميناء العقبة لكسر الحصار الاسرائيلي على غزة، الى مصدر قلق للسلطات الاردنية بعد خمسة ايام من وصولها الى الميناء الاردني على البحر الاحمر في اعقاب فشل كل المحاولات لاقناع القنصلية المصرية في العقبة بمنح المشاركين في القافلة التأشيرات لدخول ميناء نويبع المصري الى قطاع غزة. ورفض محافظ العقبة زيد الزريقات النشاطات التي يقوم بها المشاركون تنديداً بقرار السلطات المصرية منعهم من العبور، معتبراً ان تنظيم المسيرات والاحتجاجات في منطقة سياحية «امر مرفوض ويضر بالواقع السياحي والاقتصادي». وكان محافظ العقبة اصدر اوامره بمنع مشاركي القافلة من اقامة الاعتصامات في الساحات العامة والشوارع، وطلب منهم البقاء حيث يقيمون في مبنى مجمع النقابات في المدينة وعدم إثارة اي احتجاجات في الشوارع العامة. من جانبه، اكد رئيس القافلة، رئيس مجلس النقباء عبدالفتاح الكيلاني ل «الحياة» خلال اتصال هاتفي: «باقون في العقبة حتى نتمكن من دخول الاراضي المصرية، ولو تطلب الامر اشهراً عدة، سنبقى هنا ولن نعود الا بعد ايصال المساعدات وكسر الحصار». غير ان محافظ المدينة يتخوف من تحوّل مشكلة المشاركين في القافلة مع السلطات المصرية الى مشكلة مع الجانب الاردني تجر خلفها حملة اعتصامات واحتجاجات قد تؤثر على السياحة. وأقام منظمو القافلة مهرجاناً خطابياً اول من امس في ساحة مجمع النقابات في العقبة بمشاركة مئات المواطنين وقيادات الحركة الاسلامية من اجل الضغط على الحكومة المصرية للسماح لهم بالمرور، والطلب من الحكومة الاردنية بذل مساع من اجل تليين موقف الحكومة المصرية. ووجه المتحدثون في المهرجان انتقادات حادة للموقف المصري من القافلة ورفضه السماح لها بالمرور من الاراضي المصرية باتجاه قطاع غزة، كما انتقدوا موقف الحكومة الاردنية، وقال عريف المهرجان عبدالله فرج الله: «من العيب على حكومتنا ان تكتفي بدور نقل الرسائل بيننا وبين الجانب المصري». وكان قادة القافلة خاضوا حوارات مع القنصل المصري في العقبة وتفاؤلوا بالحصول على الاذن بركوب الباخرة الى ميناء نويبع، الا ان وزارة الخارجية المصرية ابلغت الحكومة الاردنية رفضها السماح للقافلة بالمرور، ما حوّل انظار المشاركين الى شركة الجسر العربي التي تملك البواخر العاملة بين العقبة ونويبع. وطالب المعتصمون إدارة الشركة بمنحهم تذاكر للسفر ونقلهم الى الجهة المصرية. وأوضح المدير المالي في الشركة محمد شريف أن مشكلة القافلة ليست مع الشركة، وإنما مع الحكومة المصرية». من جانبها، منعت قوات الأمن الاردنية مشاركين في القافلة من الوصول إلى مقر القنصلية المصرية في مدينة العقبة للاعتصام هناك احتجاجاً على منعهم من الدخول إلى مصر. واتفقت قوات الأمن مع مسؤولي القافلة بالسماح لوفد مكون من ستة أشخاص، بينهم امرأتان، نقل مطالب أعضاء القافلة إلى مسؤولي القنصلية. وكان قادة القافلة قدموا اقتراحات إلى القنصل المصري بهدف الوصول إلى تفاهمات تنهي الأزمة، من ضمنها إعادة الباصات التي تحمل إشارة ترانزيت، إلى عمان، ومن ثم إدخالها من طريق الهيئة الخيرية الهاشمية، إضافة إلى توزيع المشاركين (138 شخصاً) على ثلاث دفعات تنطلق إلى غزة تباعاً، علاوة على سحب 30 شخصاً شاركوا بقافلة «شريان الحياة» كبادرة حسن نية، لكن الامور تعقدت والسلطات المصرية رفضت ادخال القافلة بأي شكل.