اكد الرئيس السوري بشار الاسد اثناء استقباله زعيم «التيار الصدري» في العراق مقتدى الصدر في دمشق امس على دعم سورية الكامل لتشكيل حكومة عراقية «في اسرع وقت ممكن»، لافتاً الى ان التأخر في تشكيل الحكومة «ينعكس سلبا على الوضع» في العراق. في الوقت نفسه تحدثت انباء في بغداد عن تخلي الصدر عن تحفظاته عن تشكيل حكومة برئاسة نوري المالكي بعد وعود بتنفيذ غالبية مطالبه، ومن بينها الافراج عن موقوفين كانوا في المعتقلات الاميركية. ودعا الرئيس الموقت للبرلمان الجديد فؤاد معصوم ممثلي القوى السياسية الاربع الفائزة في الانتخابات لعقد اجتماع بعد غد الاثنين للبحث في تفادي الازمة الدستورية وملف تشكيل الحكومة وقضية استئناف جلسة البرلمان. وكان الاسد استقبل الصدر في حضور معاون نائب الرئيس محمد ناصيف ومعاون زعيم «التيار الصدري» مصطفى يعقوبي. وافاد بيان رئاسي سوري ان اللقاء تضمن عرض «آخر التطورات على الساحة العراقية خصوصا تلك المتعلقة بتشكيل الحكومة، وأكد الرئيس الأسد دعم سورية الكامل لتشكيل حكومة عراقية بأسرع وقت ممكن بما يحقق مصالح الشعب العراقي». واشار البيان الى ان الاسد «اعرب عن أمله بالوصول إلى موقف موحد بين القوى السياسية العراقية لتشكيل حكومة وطنية تحقق الأمن والاستقرار للعراق، معتبرا أن التأخير في تشكيل الحكومة ينعكس سلبا على الوضع هناك». واضاف البيان ان اللقاء تناول ايضا «العلاقات الأخوية التي تجمع شعبي البلدين سورية والعراق، وعبر الصدر عن تقدير العراقيين لمواقف سورية التي احتضنت العراقيين منذ بداية الغزو الأميركي للعراق ولا تزال تقف إلى جانب كل أبناء الشعب العراقي وتسعى لتحقيق أمن واستقرار العراق». وهذه الزيارة الثالثة للصدر للعاصمة السورية منذ بداية 2006. وكان الرئيس السوري التقى نهاية الشهر الماضي رئيس المجلس الاسلامي الاعلى في العراق عمار الحكيم، وقبله استقبل عددا من المسؤولين العراقيين بينهم رئيس الحركة الوطنية العراقية إياد علاوي ونائب الرئيس عادل عبد المهدي ورئيس جبهة التوافق إياد السامرائي حيث «تم التأكيد خلالها على أهمية تشكيل حكومة جديدة تضمن مشاركة جميع فئات الشعب العراقي في العملية السياسية لتحصين وحدة العراق وأمنه واستقراره» بحسب «الوكالة السورية للانباء» (سانا). وفي بغداد قال مصدر سياسي شيعي، قريب من المفاوضات الجارية بين القوى السياسية، ان «هناك تقارباً جديداً بين ائتلاف دولة القانون والتيار الصدري بدأت بوادره تظهر في اليومين الماضيين تمثل في تغير موقف التيار الصدري المعارض لترشيح المالكي الى التخلي عن الموقف مقابل مطالب اعتبرها ائتلاف دولة القانون سهلة التحقق». وضاف ان «المفاوضات بين المالكي والصدريين بدأت تأخذ منحى إيجابياً خصوصاً في ظل كثرة التعقيدات والتناقضات بين الكتل الأخرى وبين مكونات الائتلاف الوطني أيضاً، إضافة إلى عامل الوقت الذي أخذ بالنفاد»، لافتاً إلى أن «ذلك رفع من حظوظ المالكي لدى الصدريين إلا إنهم وضعوه تحت الاختبار، لمعرفة مدى التزامه مطالبهم».