رفضت القوى السياسية والمجتمعية الفلسطينية خطة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان لتحويل قطاع غزة إلى كيان منفصل، واعتبرت السلطة ان هدفها «العودة الى مشروع الدولة الموقتة»، علماً ان حركة «حماس» في القطاع اعتبرت الخطة «محاولة إسرائيلية للتهرب من المسؤوليات المترتبة على الاحتلال» وحصار القطاع. وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية كشفت عن بلورة ليبرمان خطة تهدف إلى رفع مسؤولية إسرائيل عن قطاع غزة بشكل كامل، ما يعني تحويل القطاع إلى كيان مستقل ومنفصل تماماً. وقالت أن من المتوقع أن يطرح ليبرمان خطته أمام مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون وستة من الوزراء الأوروبيين أثناء زيارتهم الدولة اليهودية وغزة الأسبوع المقبل. ورفض الناطق الرئاسي نبيل أبو ردينة الخطة، معتبراً أنها «خطة جديدة قديمة هدفها العودة الى مشروع الدولة الموقتة التي رفضناها سابقا ونجدد رفضها باسم الشعب الفلسطيني جميعه». وقال في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن «هدف خطة ليبرمان تقسيم الوطن الفلسطيني، وهي تعني التخلي عن القدس، لذلك نرفضها بقوة لأنها أيضا مخالفة للاتفاقات الموقعة وللشرعية الدولية». وحذر أي جهة فلسطينية أو دولية من التعاطي معها لأنها ضد طموحات الشعب بالوحدة والحرية والاستقلال، ولا تلبي سوى طموحات اليمين الإسرائيلي المتطرف. من جانبه، أكد القيادي في حركة «الجهاد الاسلامي» الشيخ أحمد المدلل أن «هذا المخطط مرفوض جملة وتفصيلاً، خصوصا أن القطاع ما زال يخضع للاحتلال الصهيوني ويواجه العنجهية والإجرام الصهيوني». واستبعد في تصريحات امكان تمرير مثل هذا المخطط على المجتمع الدولي، معتبراً أنه يهدف الى الالتفاف على الأصوات المطالبة برفع الحصار عن القطاع. واعتبرت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أن خطة ليبرمان تمثل إحدى تداعيات استمرار الانقسام الفلسطيني. وقال عضو اللجنة المركزية في الجبهة كايد الغول ان حكومة الاحتلال تستند الى حال الانقسام وتقدم مشاريع لفصل القطاع عن الضفة وإلحاقه بمصر للتنصل من مسؤوليتها القانونية بموجب القانون الدولي الإنساني، خصوصاً اتفاقية جنيف الرابعة تجاه الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وأضاف الغول ان ليبرمان يهدف الى تمزيق الشعب الفلسطيني وجعله كيانات منفصلة عن بعضها البعض، وبالتالي قطع الطريق أمام الوصول إلى حل سياسي في شأن الدولة وعودة اللاجئين. كذلك رفضت «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» مخطط ليبرمان، واعتبرت أنه يهدف إلى إلغاء حق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال والعودة، ونقل قطاع غزة على كتف مصر، والحاق ما يتبقى من الضفة بالأردن. وقالت ان إسرائيل دولة محتلة لقطاع غزةوالقدس والضفة الفلسطينية، وعليها مسؤوليات دولية. وعبّرت مؤسسات مجتمعية وحقوقية في القطاع عن رفضها الخطة، مذكرة بمسؤولية دولة الاحتلال عن الأراضي المحتلة. كما رفضت مزاعم ليبرمان عن انتهاء الاحتلال للقطاع إثر تنفيذ خطة رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق ارئيل شارون لفك الارتباط مع قطاع غزة، مدللة على ذلك بالحصار الاسرائيلي للقطاع وتحكمها في معابره البرية والبحرية والجوية.