رفعت الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية من وتيرة تدابيرها في مختلف المناطق بالتزامن مع إجراءات اتخذتها البلديات للحد من حركة اللاجئين السوريين على خلفية التفجيرات الانتحارية التي عصفت ببلدة القاع البقاعية والأخبار التي يتم تداولها وتعززت مع بيان الجيش اللبناني أمس، عن إحباط استخباراته مخططاً ل»داعش» لاستهداف «مرفق سياحي كبير ومنطقة مكتظة بالسكان». وعدا إلغاء جهات رسمية وحزبية إفطارات وتجمعات دينية، فإن التدابير المتخذة تمهد لحماية المساجد، قبل أيام من حلول عيد الفطر، وحماية الأسواق التجارية. أرسلان: للتنسيق مع الجيش السوري ودعا أمس، رئيس الحزب «الديموقراطي» النائب طلال أرسلان، عبر «تويتر»، كل مواطن إلى «أن يكون خفيراً في مكان تواجده بالتعاون مع البلديات لمؤازرة القوى الأمنية». وقال: «كفانا مكابرة ومزايدات، لا بد من التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري على طول الحدود لمكافحة الإرهاب التكفيري». وكانت قوة أمنية دهمت أماكن محددة في محلة الدكوانة (ضواحي لبنانالشرقية) حيث يقطن عدد من السوريين، وبعد عمليات تفتيش داخل أماكن سكنهم بحثاً عن ممنوعات لا سيما أسلحة، تبين أن عشرة منهم على الأقل لا يملكون أوراقاً ثبوتية لدخولهم لبنان، ما استدعى توقيفهم. وقررت بلدية النبي شيت في منطقة بعلبك - الهرمل «منع تجول السوريين في شوارع البلدة وبين المنازل بين السابعة والنصف مساء والسادسة صباحاً سيراً على الأقدام أو بواسطة الدراجات النارية حتى إشعار آخر». وعزت البلدية سبب الإجراء إلى «الأوضاع الأمنية التي تمر بها البلاد وحفاظاً على سلامتنا وسلامة الإخوة السوريين المقيمين في بلدة النبي شيت وجوارها». وطلبت من «كل مقيم سوري في البلدة أو ضمن نطاقها مراجعة البلدية لبيان مكان سكنه بالكامل في البلدة، وإبلاغ البلدية فوراً عن أي زائر سوري من غير المقيمين في البلدة أو عند إدخال أي بضاعة محملة»، منبهة إلى أن «كل من يخالف سيتم توقيفه وصولاً الى إخراجه من البلدة». وفي الجنوب، قررت بلدية بلدة الكفور (النبطية) منع تجول السوريين في البلدة في التوقيت نفسه، على أن يشمل القرار «كل النازحين القاطنين في البلدة وجوارها وصولاً إلى تول والجوار». وتضمن المنع دعوة النازحين إلى تسجيل أسمائهم مجدداً في البلدية مع عدد أفراد عائلة كل شخص على أن يكون مزوداً ببطاقة العائلة، على أن تتم «مواكبة أي حال مرض استثنائية لدى النازحين إلى أي مستوصف أو مستشفى قريب». ولفت قرار البلدية إلى أن في البلدة «تعايشاً إسلامياً- مسيحياً والعلاقات بين أهلها ودية وأخوية تقتضيها الجيرة والشراكة والمحبة وقدسية العيش المشترك، والقرار لحمايتها وتحصينها». ووضعت بلدية الشرقية (النبطية) برنامجاً «لضبط حركة الإخوة السوريين في البلدة»، تواكب «الإجراءات المشكورة التي تنفذها مديرية المخابرات في الجيش».وطلبت من «الضيوف السوريين الأعزاء الالتزام بعدم التجول بعد التاسعة مساء إلا للضرورة القصوى حتى السادسة صباحاً، وستتم متابعة هذا الموضوع مع مكلفين محددين». وطلبت البلدية إلى «أهالي البلدة الذين يلاحظون أي خرق لهذا القرار التبليغ فقط من دون التعرض للمخالف إطلاقاً». ومنعت بلدية حبوش «النازحين من التجول في التوقيت نفسه، كما طلبت من النازحين عدم التجول في حبوش خلال الأيام الثلاثة لعيد الفطر من التاسعة صباحاً إلى التاسعة مساء، ومن يخالف هذه القرار سيبلغ عنه للأجهزة الأمنية لاتخاذ المقتضى». وطالبت البلدية «النازحين الجدد إلى البلدة بتسجيل أسمائهم في البلدية تحت طائلة ملاحقة كل الذين لا يحملون أوراقاً ثبوتية أو قانونية». ونفذ الامن العام بمؤازرة من الجيش مداهمات في وادي عطا في جرود عرسال بحثاً عن مطلوبين وأغراض مشبوهة». واوضح الامن العام ان العملية «استباقية وبناء على اعترافات احد الارهابيين الموقوفين لديها وعثر على حزام ناسف وأسلحة وأعتدة حربية مختلفة». أصحاب المطاعم والمقاهي وأدت الأخبار المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغير المتحقق منها، بتسمية أمكنة يمكن استهدافها بأعمال إرهابية، إلى حال قلق. فسارعت «نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري» إلى الطلب من «رواد المطاعم الالتزام فقط بالتوجيهات الأمنية الصادرة عن الأجهزة المختصة والمسؤولة»، مؤكدة أن «كل المؤسسات السياحية تأخذ أقصى الدرجات الوقائية والاحترازية الممكنة». وترأست قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح اجتماعاً أمنياً في السراي، حضره رؤساء الأجهزة الأمنية والعسكرية في القضاء ورؤساء البلديات الساحلية ومسؤولو الشرطة لديها، وتم التشديد على «اتخاذ التدابير الوقائية والاحترازية، وأهمية الحفاظ على أمن السياح الأجانب الوافدين إلى القضاء واتخاذ الإجراءات الكفيلة بذلك، والتعميم على المؤسسات السياحية في جبيل الالتزام بالقوانين المرعية الإجراء بخصوص منع الموسيقى الصاخبة والأسهم النارية»، ودعت «إلى التشدد في منع استخدام السلاح في الاحتفالات والمآتم». الكتائب: لحماية المناطق القلقة وتلقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري اتصالاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس معزياً بضحايا القاع، ومستنكراً الاعتداءات. وشدد رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل على ضرورة أن «يُعزز الجيش اللبناني وجوده في المناطق الحسّاسة والمهددة والتي تعيش صعوبات وخوفاً». وقال بعد زيارته رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر: «تطرقنا إلى ما يحصل في لبنان والمنطقة، خصوصاً في ما يتعلق بالتهديدات التي يتعرّض لها كل أهلنا، ليس في القاع فقط بل في كل لبنان. وكان الرأي متفقاً على أن تقوم الدولة بواجباتها لحماية كل اللبنانيين الذين يعيشون في مناطق مهددة بالإرهاب، علماً أننا ضد الاستنسابية بين المواطنين. الدولة وحدها التي يجب أن تبسط سلطتها على كل الأراضي اللبنانية ووجود الجيش في هذه المناطق يُريح أبناءها ويطمئنهم، وكل ما زاد على ذلك مزايدات سياسية».