انتقد عدد من المسرحيين السعوديين تكريم الدكتور ملحة عبدالله في «ملتقى النص المسرحي» الذي عقد أخيراً وشارك فيه عدد من المهتمين، بسبب كونها تقيم خارج المملكة، كما أنها، بحسب رأيهم، لم تخدم الحركة المسرحية السعودية. من جهة أخرى، عبر مدير الملتقى نايف البقمي عن خيبة أمله من عدم تحلي بعض المسرحيين بالجدية اللازمة، حيال الملتقى، وبخاصة أولئك «المقيمين في مدينة الرياض، فلم يتواجد منهم إلا عدد قليل، إلا أن الكثير غاب عن الملتقى على رغم توجيه الدعوات لهم والكثير منهم يعلم بذلك»، لافتاً إلى أن الذين حضروا «هم المسرحيون الحقيقيون، الذين يبحثون عن المسرح في أي مكان، ويسعون إلى إثرائه بالآراء والرؤى التي تجعله في تطور مستمر، ونحن نلتمس العذر لمن غاب عن الملتقى لظرف خارج عن إرادته». كما لم يخف البقمي استغرابه من قيام «بعض المشاركين بارتجال مشاركتهم وقت الجلسة، دون كتابته مسبقاً، على رغم تحديد موضوع الجلسة قبل انعقاد الملتقى». وعبر عن استيائه من الانتقادات التي وجهت إلى اللجنة المنظمة، لاختيارها ملحة عبدالله لتكرم في الدورة الأولى من الملتقى. وقال إن تكريم الدكتورة ملحة جاء «لأنها كاتبة مسرحية قدمت نصوصاً عدة ولها تجربتها المميزة»، مشيراً إلى أن الكاتب المسرحي السعودي «لا يمكن أن يقيده المكان، فمن أراد نصوص الدكتورة ملحة يستطيع الوصول إليها فهي متوافرة وتخدم المسرح السعودي، حتى وان كانت في بلد آخر. وبما اننا نتطرق للنص المسرحي فلابد من تكريم من يقوم بكتابته ممن قدم أعمالاً عدة في مجال الكتابة المسرحية. وما أعلمه هو اتفاق أعضاء مجلس إدارة جمعية المسرحيين السعوديين على خطوة التكريم، فهو اقل ما يقدم للكاتب المسرحي السعودي». لكن من ناحية أخرى، تطرق مدير الملتقى إلى تجاوب مسرحيين كثر، من خلال الحضور والمناقشات، وقال: «بالنسبة للمشاركين في الملتقى، لقد كان الحضور متجاوباً ومتفاعلاً في المشاركة، وتم تقديم أوراق مهمة ستثري المكتبة المسرحية من خلال الدراسات والبحوث». وفي ما يتعلق بالحكم على الدورة الأولى من الملتقى، وهل نجحت أم لا، أشار إلى أن الحكم للحضور والنقاد والمتابعين، «إلا أنني راض تمام الرضا عما قدمناه أنا وزملائي أعضاء اللجنة المنظمة». وحول استقطاب الملتقى لنقاد عرفوا باهتماماتهم الشعرية والروائية، أوضح أن التطرق «للنص المسرحي كجنس أدبي لا يخرج عن اهتمام النقاد، والذين لهم رؤاهم النقدية، فالنص المسرحي يتداخل مع الرواية والقصة والشعر، بل انه يجمعها معاً، كما أن الملتقى رغب في أن يرى وجهة نظر خارجية ليتمكن من تقويم التجربة المسرحية في المملكة، ومعرفة ما وصلت إليه وكيفية تقبل النقاد لها وإبداء ملاحظاتهم عليها، إذ يعد النص المسرحي منظومة لروافد الأدب الأخرى». أما في ما يتعلق بدعم وزارة الثقافة للملتقى، فأكد أن جمعية المسرحيين السعوديين «أحد التكوينات التي أحدثتها وزارة الثقافة والإعلام، وقامت بدعمها مادياً ومعنوياً، وأن الملتقى يعد جزءاً من النشاطات التي تقدمها الجمعية بدعم من وزارة الثقافة. ويكفينا في ملتقى النص دعم وزير الثقافة الدكتور عبدالعزيز خوجة لرعايته الكريمة له، وحضور وكيل الوزارة للشؤون الإعلامية الوكيل المكلف للشؤون الثقافية الدكتور عبدالله الجاسر الذي افتتح الملتقى، ووعد بتقديم المزيد من الدعم للرقي بالمسرح السعودي، وهو أمر غير مستغرب من هذا الرجل الذي أعلم جيداً مدى حرصه على تطور الثقافة والإعلام في المملكة، والمسرحيون ينتظرون الكثير والكثير من الدعم ليقدموا إبداعاتهم للجميع».